المعارض نافذة القارئ

جدل - الناشر العربي

0 461

مروان عدوان – دار ممدوح عدوان – سوريا

أبرز التحديات

ربما يصعب حصر التحديات التي تواجه الناشر للمشاركة الفاعلة في معارض الكتاب، لكن في محاولة لاستعراض أبرزها يمكن أن نذكر:

  • المشكلة الأكبر التي تواجه صناعة النشر على مختلف الأصعدة هي القرصنة، سواء كانت ورقية أو إلكترونية. للأسف في كثير من الدول العربية هناك أسواق موازية للكتاب المقرصن، وهذه الأسواق تؤثر سلباً وبشكل كبير على مشاركة الناشر في المعارض.
  • تكاليف المشاركة في المعارض مرتفعة، وهي تحد من قدرة الناشر على منح خصومات تناسب الهدف من المعرض.
  • للاستقرار الاقتصادي في البلد الذي يقام فيه المعرض أهمية كبيرة: يعتبر الكتاب من الحاجات الكمالية، لذا فإن التقلبات الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على مدى إقبال الناس على المعارض لاقتناء الكتب.
  • لمواعيد المعرض دور مهم في نجاحه، فقد يتأثر المعرض سلباً بتزامنه مع أحداث أو مناسبات أخرى. مثلاً، يخف الإقبال على المعرض عند تزامنه مع الامتحانات الجامعية، أو فترة التجهيز للمدارس، أو التحضير للأعياد. قد يترافق موعد المعرض مع معارض ثانية، أو احتفالات مختلفة تؤثر على الإقبال الجماهيري عليه.
  • الرقابة المفروضة في بعض المعارض العربية لها أثر سلبي على كمية ونوعية الكتب التي يقرر الناشر المشاركة بها، وفي بعض الأحيان في المشاركة بحد ذاتها.

الفعاليات مفيدة ولكن

معرض الكتاب هو حدث ثقافي متكامل، صحيح أن الجزء الأكبر منه مرتبط بعرض وشراء الكتب، إلا أنه يجب ألا ينحصر في هذا النشاط فقط. وجود فعاليات ثقافية وإعلامية مرافقة للمعرض هي أمر مفيد يغني المعرض بشكل كبير، ويحوله من “سوق للكتب” إلى احتفالية للثقافة بمفهومها الأوسع.
المعرض نافذة للقارئ كي يتطلع بشكل مباشر على جديد إصدارات دور النشر ويقتني منها، وخاصة الدور التي قد لا يستطيع الوصول إلى إصداراتها خارج أوقات المعرض؛ إلا أنه عبر الندوات والأمسيات والنقاشات فإنه يفسح فرصة للمهتمين والفاعلين بالشأن الثقافي – من مختلف دول العالم- إلى الإلتقاء والتفاعل فيما بينهم بشكل أكبر، والإطلاع إلى النتاج الثقافي من دول مختلفة.

والمعارض هي فرصة لجميع العاملين والمهتمين في صناعة الكتاب كي يلتقوا، ويتناقشوا في مختلف المواضيع الأدبية والثقافية، فضلاً عن المواضيع المرتبطة بالنشر كصناعة.

المشكلة أحياناً تكون بالازدحام المبالغ به في النشاطات. في بعض المعارض، يكون هناك العديد من الندوات في الوقت نفسه؛ مما يؤثر على الحضور الجماهيري لهذه الندوات، وقدرة الناشرين والزوار على متابعتها. المشكلة الثانية هي تضارب الأوقات والأولويات لدى الناشر، بعض الندوات (والتي قد تكون موجهة بشكل أساسي إلى الناشرين)، تكون في أوقات ذروة عمل المعرض، فيصعب على الناشر المشاركة بها.

دوارات المعارض متشابهة: تشدد أو باب مفتوح؛ مع تشكل رقابة ذاتية

للأسف، ما زالت بعض إدارات المعارض العربية تفعّل دور الرقيب، وبعضها بشكل كبير جداً، مما يؤثر على نجاح مشاركة الناشر في المعرض. في بعض المعارض، قد يتعرض أكثر من نصف الكتب للمنع!

دورات المعارض متشابهة في أغلب الأحيان. المعارض المعروفة بشدة الرقابة تتكرر فيها هذه الإشكالية في أغلب دوراتها. والمعارض التي تفسح الباب للكتاب دون رقيب تفعل ذلك في أغلب دوراتها.

المشكلة الثانية هي وجود رقابة ذاتية لدى الناشر؛ تشكلت بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية والدينية والخوف من ردة فعل ما، أو احتمال مصادرة الكتب؛ فيصبح الناشر حذراً في نوعية الكتب التي يختارها للمعرض. قد يقوم بشكل “طوعي”، وبرقابة ذاتية باستثناء بعض الكتب من معرض معين.

الاهتمام المتقارب للقراء وبقاء الخصوصية المحلية

عند التخطيط للمشاركة في معرضٍ للكتاب، فإن أحد أهم الأسئلة التي تواجه الناشر هو ما الكتاب الذي سيرغب به القارئ هنا؟ وخاصة عند التفكير في الإصدارات الجديدة. وبالتالي، يختلف شكل المشاركة بحسب البلد، وهذا الأمر مبني على توقعنا للإقبال الجماهيري على المعرض بشكل عام، ونوعية الكتب التي سيتركز عليها الإقبال.

مع الإنترنت أصبح عالم القراءة متصلاً بشكل كبير؛ الكثير من النقاشات، والمراجعات حول الكتب أصبحت عابرة للحدود عبر الحوارات على الموقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا جعل اهتمامات القراء متقاربة أكثر. ولكن يبقى لكل بلد خصوصيته، فشهرة بعض الكتب والكتاب تبقى محدودة بدول معينة. من ناحية أخرى، بعض المواضيع يهتم لها القراء في بلد ما أكثر من بلد أخر، وبعض الأنواع الأدبية لها حضور مختلف بحسب البلد. في بعض الدول يكون التركيز على الروايات المترجمة أكثر من الدراسات الفلسفية، وفي بعض الدول هناك اهتمام أكبر بالشعر من بعضها الآخر.

الموضوع الآخر المؤثر هو الاستقرار الاقتصادي. للأسف، تعاني أغلب دولنا العربية من تقلبات اقتصادية كبيرة، مما يؤثر على القدرة الشرائية هناك، وهو أمر نضعه بالحسبان.

بالإضافة إلى تأثير مشكلة الكتب المقرصنة ومدى تواجدها في الدولة التي نشارك بها. للأسف، في بعض الدول هناك معارض “موازية” للكتب المقرصنة.

دار ممدوح عدوان على الويب

صفحة دار ممدوح عدوان على الفيسبوك

حساب دار ممدوح عدوان على تويتر

حساب دار ممدوح هدوان على الانستغرام

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.