الناشر ومعارض الكتاب العربية

جدل - الناشر العربي

0 821

د. محمد صالح المعالج – رئيس لجنة المعارض العربية والدولية – اتحاد الناشرين العرب

التحديات والصعوبات

  • تعتبر المعارض العربية أهم منافذ توزيع الناشر العربي وتصريف كتبه، إلا أن ارتفاع رسوم إيجارات المعارض مع الأعباء المالية الأخرى التي تفرض على الناشرين مثل: رسوم التأشيرات والتوكيلات ومصاريف الشحن والتخليص الجمركي التي قد تدفع الناشرين للامتناع عن المشاركة؛ نظراً للأوضاع الصعبة التي يمر بها الناشر؛ تجنّباً للخسائر التي قد تحدث لهم بسبب الأعباء المالية الموضوعة على كاهلهم، أو يجبر الناشر على تحميل هذه التكاليف على سعر الكتاب مما يجعله باهضاً ولا يقبل الزوّار على شرائه.
  • ضعف الميزانيات المخصّصة لشراء الكتب في المعارض. الناشر يعوّل كثيراً على هذه النقطة، خاصّة أن تكاليف المشاركة باهظة جداً؛ وبعض إدارات المعارض لا تبذل الجهد في حثّ المؤسسات والجامعات والمدارس على زيارة المعرض، وتخصيص ميزانيات للشراء.
  • تداخل مواعيد المعارض مشكل أساسي يمنع الناشر من المشاركة في جميع المعارض العربية المتاحة، ويكثر الأعباء المادّية، والنفسية والبدنية عليه.
  • دعاية للمعرض من أهمّ مقوّمات نجاحه. هناك دعاية كبيرة لبعض المعارض؛ مما يساعد على جلب الزوار والتعريف بنشاطات المعرض، وهناك قصور في الدعاية لمعارض أخرى تقتصر على أبسط أشكال الدعاية التي تعتبر غير كافية. المطلوب تكثيف الدعاية والإعلان قبل وقت من إقامة المعرض، وأثناء إقامته
  • مشكلة الأمن وكثرة السرقات في بعض المعارض: الناشر يتحمّل اعباء مالية كبيرة ليتمكن من إيصال كتبه للجناح، والمشاركة في المعرض، ولن يتحمّل السرقة؛ خاصّة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يعيشها.
  • الناشر، وكجزء من الصناعة الثقافية، لا يمكن أن يؤدي مهمته على الوجه الأكمل في ظل الرقابة؛ وهذه تخلق صعوبات كثيرة في دخول الكتاب إلى مناطق عديدة من العالم العربي، وتؤدى إلى انحسار توزيع الكتب.
  • المعروضات السحرية، وألعاب الأطفال، والتسجيلات الصوتية والمرئية غير التعليمية التي يسمح بها بعض المعارض تشتت اهتمام الزوّار، وتحجبهم عن هدفهم الرئيس من زيارة المعرض، وهو اقتناء الكتب
  • تواجد الكتب المزوّرة في المعارض العربية شكَّل في الأعوام الأخيرة ضربات قوية للناشرين. يجب على منظمي المعارض التأكد من الكتب، والتعاون مع اتحاد الناشرين العرب في اختيار الناشرين المشاركين لإقصاء المتطفلين عن مهنة النشر، والتجّار الذين ليس لديهم سجلات تجارية، والذين يروجون الكتب المزوّرة ولحماية الحقوق الفكرية للمؤلفين والناشرين.
  • تكاليف الشحن باهظة جداً، وهذا ما يجعل الناشر يلجأ إلى زيادة الأسعار؛ الأمر الذي يجعل القارئ يعزف عن حضور معارض الكتاب، ويكتفي بالمواقع الإلكترونية للحصول على الكتب والمصادر التي يحتاجها.

الفعاليات مطلوبة لكن ليست على حساب الكتاب

لا يسعنا إلاّ التأكيد أن المعارض العربية أصبحت المنفذ الرئيسي، وإن لم نقل الوحيد، للناشرين لتوزيع كتبهم التي يضعون لطباعتها الغالي والنفيس. كما أن معارض الكتاب هي النافذة التي تؤمن للناشر اللقاء بالشريحة الأكبر من القرّاء بالوطن العربي، وهو حدث ثقافي عموده الفقري الكتاب والناشر. ولأهمّيته وشعبيته الكبيرة، يسعى قادة ّاغلب الدول إلى جعله أيضاً حدثاً سياسياً، وما لاحظناه في السنوات الأخيرة، الطفرة الكبيرة والمبالغ فيها للبرنامج الثقافي المصاحب، والذي يكون بالطبع على حساب الكتاب والناشر، حيث يسعى المنظمون على التركيز على البرنامج الثقافي من خلال وسائل الإعلام والدّعاية وإهمال العنصر الأساسي للمعرض وهو الكتاب.

لا ننكر أنّ تنظيم الفعاليات الثقافية والإعلامية نشاط مهمّ لجلب الزوّار، وخلق روح من البهجة والحيوية للمعرض، ولمرافقة عرض الكتاب والتعريف بالإصدارات الجديدة في بعض الأحيان. في المقابل، لا يجب أن يكون ذلك على حساب الكتاب والناشر. كما نلاحظ أيضاً، أن ارتفاع ميزانيات الفعاليات الثقافية، وتضخيم هذه الفعاليات؛ ينتج عنه الترفيع في ميزانية المعرض على حساب مشاركة الناشر، وبالتالي يقع الترفيع في أسعار الاجنحة والمصاريف المصاحبة للمشاركة.

 لذا، يجب على المعارض العربية المنظمة أن تحاول جاهدة أن تكون الفعاليات الثقافية المصاحبة منظّمة قدر الإمكان، حتى لا تشوّش على بيع الكتب؛ الهدف الرئيسي من تنظيم هاته المعارض. كثرة الفعاليات تُشتت – إلى حدّ ما – الزائر، وتلهيه عن السبب الرئيسي لزيارة المعرض، ألا وهو البحث عن ضالّته من الكتب واقتناؤها.

الرقابة تكبّل الناشر والقارئ

الأعراف الدوليّة والقيم الحقوقيّة الكونيّة كلّها ضدّ الرقابة. اتحاد الناشرين العرب، من منبره، يؤكّد أن كلّ أشكال الرقابة على الكتب ممنوعة؛ إذ أنّ ذلك يحجب حرّية التعبير الحقّ الذي يكفله كلّ دستور في مختلف الدول العربية. الرقابة تكبّل الناشر والقارئ: فالناشر يجد نفسه لا يستطيع أن يعرض جميع إصداراته المطلوبة، والتي تحقّق له مكسباً تجارياً؛ الهدف الرئيسي من مشاركته في المعرض؛ والقارئ لا يجد ضالّته من الكتب المنشودة.

مقصّ الرقابة غير مسموح به، ويجب أن تعرض كلّ كتب الناشرين في حال كانت لا تمسّ الذات الإلهية أو بعض المقدّسات الدينية. غير ذلك، فكلٌّ وصيٌّ على نفسه يستطيع تقييم ما يقرأه، ولن يكون هناك نفع بمنع عرض كتاب في معرض في حال كان ممكن شراؤه من مكان آخر.

هناك بعض المعارض العربية لازلت تستعمل مقصّ الرقابة، لكن بتظافر جهود اتحاد الناشرين العرب، تمّ تسجيل بعض المرونة في اختيار الكتب المعروضة وإدراكها أنّ للناشر حقّ عرض جميع إصداراته وللقارئ الحق في إيجاد كلّ ما يبحث عنه.

 الحرص على تطوير مكان الانعقاد

لكلّ معرض عربي للكتاب اسمه وتاريخه وعراقته، ويحرص الناشرون على المشاركة في هاته المعارض، رغم أنّ البعض منها في حاجة ماسّة وأكيدة لخلق فضاء جديد لها لسوء البنية التحتية للمعرض الحالي. بالفعل، هناك العديد من المعارض غيّرت مكان انعقاد معارضها لمكان أفضل، وأوسع يوفّر للناشرين ظروف طيّبة تواكب التطوّر التكنولوجي في العالم. هذا ما نحرص عليه كلجنة معارض مع مختلف المعارض العربية، حتى تكون ظروف المشاركة طيّبة؛ فالناشر يشارك في المعارض العربية التي يدرك أهمّيتها رغم مكان انعقادها ويوفّر لها الأجناس الأدبية والفكرية التي تلائم جمهوره الموجّه له؛ فحسب خبرته يستطيع أن يوفّر لكل بلد أو معرض ما يطلبونه.

 اختيار المشاركين وحماية الحقوق

يمكننا التأكيد أيضا أننا، كاتحاد الناشرين العرب، نعمل جاهدين مع مختلف إدارات المعارض العربية على التعاون في اختيار الناشرين المشاركين لإقصاء المتطفلين عن مهنة النشر، والتجّار الذين ليس لديهم سجلات تجارية، والذين يروجون الكتب المزوّرة وذلك حماية للحقوق الفكرية للمؤلفين والناشرين.

أيضاً، نحاول جاهدين على عدم تداخل المعارض العربية للكتاب، من حيث تواريخ انتظامها؛ ليكون للناشر العربي فرصة أكبر للمشاركة في مختلف التظاهرات.

موقع الاتحاد على الويب

 حساب الاتحاد على الفيسبوك

حساب الاتحاد على تويتر

 حساب الاتحاد على الانستغرام

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.