خالد المعالي – منشورات الجمل – ألمانيا/لبنان
تنوع التحديات، وأخطرها التزوير
التحديات التي تواجه الناشر، عند المشاركة في أي معرض للكتاب، كثيرة منها ما هو اقتصادي، أو اجتماعي، أو سياسي؛ ومنها ما له علاقة بالاصدارات الجديدة، والعناوين الممنوعة؛ والمكان بالطبع. المجتمعات تتأثر سلباً وإيجاباً بكلّ التغيّرات التي تطرأ، وحالياً هي كثيرة جداً. لكن أخطر هذه التحديات هو التزوير (انتهاك الحقوق واختطاف الجهود بالنشر المقرصن ورقياً وإلكترونياً)، وهذه ظاهرة مرعبة في حال لم تكافح؛ فهي ستقتل حركة النشر الأهلية في المهد، وستموت هي نفسها فيما بعد.
المعرض ممر للوصول، ودعاية للناشر
جميع معارض الكتب في العالم تضم خلطة من الفعاليات، رغم أن معارض الكتب في غالبية دول العالم هي ليست للبيع المباشر. نحن نفتقد الى شركات توزيع كتب واضحة المعالم ويحكمها قانون تجاري واضح وملزم؛ لهذا تبرز ضرورة معارض الكتب، من أجل البيع المباشر للأفراد والمكتبات، أي أنها واسطة ودعاية ضرورية لكل ناشر. الفعاليات المصاحبة لها دورها السلبي والإيجابي أيضاً، لكن المبالغة أحياناً فيها، وجعلها تقام حيث تكون أجنحة الناشرين؛ تساهم في إبعاد الجمهور عن الناشر الذي يكون حظه السيء قد وضعه بجانب أماكن إقامات هذه الفعاليات. وقد مررنا عدة مرات بهذه التجربة.
الرقابة تراجعت، وأسوأها العشوائية الجاهلة
يمارس الرقيب دوره في أغلب المعارض، وله أسبابه العامة أو الخاصة، وهو يختلف من بلد إلى آخر. وقد اعتدنا على التعامل مع هذه الرقابة، وشيء مؤكد أنها ليست مرغوبة، كونها تجبر الناشر في الكثير من الحالات على ممارسة دور الرقيب على الكتب التي ينشرها. لكن اسوأ انواع الرقابات، وهي قليلة، هي الرقابة العشوائية، الرقابة الجاهلة التي لا تفرق بين البحث العلمي والكتاب الدعوي مثلاً، وهذا الأمر دفع اتحاد الناشرين العرب الى اقتراح إقامة دورات تثقيفية لموظفي ادارة الرقابة في بعض البلدان العربية، الأمر الذي رُفض للأسف. لكن على العموم تراجعت شدة الرقابة كثيراً؛ والدول تطورت وتطور الأداء بشكل كبير.
المزاج العام للقراء، والاصدارات الجديدة
مكان انعقاد المعرض؛ طبيعة الإصدارات من حيث الجنس الأدبي أو الفكري منها؛ أسماء المؤلفين؛ وتوفير عدد النسخ الكافي؛ كل هذه الأمور تساهم في انجاح المشاركة، لكن الأهم من هذا، ما هي الاصدارات الجديدة التي يقدمها الناشر سنوياً، بالإضافة الى كتبه القديمة، وهي تختلف من ناشر الى آخر، فأنت هنا عملياً لا تختلف عن صاحب المطعم. كل مطعم له ميزته الخاصة، طريقة تقديمه، أسعاره الخ…، لكن هناك شيء جوهري، وهو المزاج العام للقراء، وهو مزاج يتأثر بمحيطه الخاص والعام، ويتغيّر من سنة الى أخرى، مهما كانت المقدرة الشرائية متدنية أو مرتفعة.