سبورتان لمحمد خضير وزكريا محمد

0 518

وسام هاشم – العراق/الدنمارك

أحب الأشياء التي تشبهني،

الأحلام مثالا،

المضي إلى حتفي وبفرائي تاما، الهروب من روحي ومباغتة أعدائي.

أحب بلادي حتى وإن كانت في خرم إبرة أو في وجه مدفع.

أحب من ينزلون إلى الشارع بصفة شعراء ويموتون بصفة شعراء.

 لا أحب نهازي الفرص في المدن المريبة.

من رام الله أعرف ان زكريا محمد سبب كاف لإضاءة الشوارع بالرؤى والأعشاب.

وفي البصرة لا يأكل الوهم تمرات محمد خضير.

ومني، أعني جسدي،

أحب أن ليس لي فراء آخر حتى لو بليت سنواتي،

ليس لي فراء آخر

 حتى لو أن للفراشة ناب الذئبة.

أحب ندمي أنني لم أضحك طويلاً بدلاً عن غضبي،

أن أستدير بينما ضحكتي تهز هاتفك وبهذا نتساوى،

ضحكتي مقابل نباحك،

أيتها الفراشة العجوز بلا موسيقى ولا لون ولا فرصة واحدة للبكاء ولكن بأنياب.

العالم أوسع من السخام الذي يلفه ويلفكِ.

لا أعدل شكل الورقة، ولا الكلمة فوقها،

ولا أعدل لون غضبي.

أحب بحثي في متجر لبيع الخمور العتيقة عن ثوبك وهو يرتفع أعلى فأعلى، وفي بحيرة صنعها سكيرون ماهرون عن سمكة هي شبقك،

عن السكين أبحث في شرنقة،

عن الضوء بين أكتافك أبحث بين شجرتي بلوط.

وبين نهرين أبحث عن عنوان مجزرة يعدها أعداء لأعدائهم وأصدقاء لأصدقائهم.

كنت بلا حجر صرت صخرة،

كنت بلا شباك صرت سدرة عالية تطل على هلع المدينة.

أحب البحث عن “عندما” في سلة المهملات فأجد مئذنة وأجد نباحاً طويلا.

نديم المكان وخصيم الزمن كل من تخطى الأربعين يعرف هذا، حفنة أصدقائي ماتوا على الرمل، وأوغاد ماتوا في سعال كراهية على هيئة فراشة سرقت بيتي ببراعة لصوص سود،

سيصعد الثوب أعلى فأعلى وستحتفل الغيمة التي خبأتها في سرة حبيبة من بلادي في البلاد الغربية،

وفي نهرين يتبعان كتفيها ويصعدان عالياً فعاليا.

العشبة للعشب

والفحمة للسخام إلى الأبد.

*    من المجموعة الشعرية (نصوص السبورات/ غلطة العراق) الصادرة مؤخرًا عن  الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.