ما أمكن تدوينه في التواري – ديسمبر 2020
زهراء عيسى – البحرين
لا أعلم كيف يعشعش هذا العدم بداخلي، كيف أحمله كل يوم، أو كيف يؤذيني في الصمت. أعلم أنني فارغٌ، وأن هذا الجسد مجرد قشرةٍ تافهة؛ لكنّي لا أعلم من أين يأتي الألم.
10:37 مساء، 4 ديسمبر 2020
استيقظت هذا اليوم على فكرة “اللعنة! لقد استيقظت مجددًا!”؛ وهذا الأمر الذي سيتكرر غدًا، يجعلني أحدق في فراغ نفسي، في انفصالها عن كونها واحدًا.
يشل الوقت الذي يمضي داخل دمي، أبدو ميتًا، دون أن تنقطع أفكاري. أحاول المقاومة، وأحيانًا أتمدد فوق هزيمة المحاولة. أبدو تافهًا ومع ذلك أكونه.
10:25 مساء، 10 ديسمبر 2020
أكثر ما يرافقني هذه الفترة من أشكال الاكتئاب هو الانفصال عن الحياة، الثقل الفعليّ غير المجازي، اللاطاقة في اتجاه الآخر، في عبور فكرة المحادثة التي تحدث داخل رأسي للشخص ذاته، أو في التسلح بشفافية الألم لمشاهدة موسم كامل من مسلسلٍ كئيب عوضًا عن فعل أي شيءٍ آخر.
10:35 مساء، 10 ديسمبر 2020
لا أعرف لماذا؟! حتى الأصدقاء المفردين ممن بقوا، لا يعذرون انقطاعي المفاجئ، اللا مجيء. لا أحد يدركك، لا أحد يستطيع مجاورة هذا الوهن؛ موازاة اختفائك أو تماهيك في عدمية نفسك وشبحيتها. لا ذريعة لألمك، ولا مسوّغ لعدم قدرتك، وإن كان كالموت في حقيقته أنت المُلام على انفصالك، الذي في الواقع أنت ضحيته!”
10:20 مساء، 11 ديسمبر 2020
شعور الصدأ بعد كتابة نصّ يهزمني في اتجاه الخوف. الخوف من ابتلاع الكلمات، أو إضاعتها.
11:20 مساء، 14 ديسمبر 2020
أتعامل مع الكلمات بحذر، مع الكتابة بخوف، مع المسودات بتوجس وقلق. لا أعرف كيف أمكن البعض اعتبار الكتابة وسيلة نجاة أو تشافٍ بشكل ما. الكتابة حادّة ومؤذية، ومطلقًا ليست بهذا الشكل الشاعري الذي يُصوّر فيه الكاتب، أو يحسد عليه؛ كأنّه الكائن الأمثل في مواجهة الحياة.
11:32 مساء، 14 ديسمبر 2020