ما أمكن تدوينه في التواري – ديسمبر 2020

0 492

زهراء عيسى – البحرين

‏لا أعلم كيف يعشعش هذا العدم بداخلي، كيف أحمله كل يوم، أو كيف يؤذيني في الصمت. أعلم أنني فارغٌ، وأن هذا الجسد مجرد قشرةٍ تافهة؛ لكنّي لا أعلم من أين يأتي الألم.

10:37 مساء، 4 ديسمبر 2020

استيقظت هذا اليوم على فكرة “اللعنة! لقد استيقظت مجددًا!”؛ وهذا الأمر الذي سيتكرر غدًا، يجعلني أحدق في فراغ نفسي، في انفصالها عن كونها واحدًا.

يشل الوقت الذي يمضي داخل دمي، أبدو ميتًا، دون أن تنقطع أفكاري. أحاول المقاومة، وأحيانًا أتمدد فوق هزيمة المحاولة. أبدو تافهًا ومع ذلك أكونه.

10:25 مساء، 10 ديسمبر 2020

‏أكثر ما يرافقني هذه الفترة من أشكال الاكتئاب هو الانفصال عن الحياة، الثقل الفعليّ غير المجازي، اللاطاقة في اتجاه الآخر، في عبور فكرة المحادثة التي تحدث داخل رأسي للشخص ذاته، أو في التسلح بشفافية الألم لمشاهدة موسم كامل من مسلسلٍ كئيب عوضًا عن فعل أي شيءٍ آخر.

10:35 مساء، 10 ديسمبر 2020

لا أعرف لماذا؟! حتى الأصدقاء المفردين ممن بقوا، لا يعذرون انقطاعي المفاجئ، اللا مجيء. لا أحد يدركك، لا أحد يستطيع مجاورة هذا الوهن؛ موازاة اختفائك أو تماهيك في عدمية نفسك وشبحيتها. لا ذريعة لألمك، ولا مسوّغ لعدم قدرتك، وإن كان كالموت في حقيقته أنت المُلام على انفصالك، الذي في الواقع أنت ضحيته!”

10:20 مساء، 11 ديسمبر 2020

‏شعور الصدأ بعد كتابة نصّ يهزمني في اتجاه الخوف. الخوف من ابتلاع الكلمات، أو إضاعتها.

11:20 مساء، 14 ديسمبر 2020

أتعامل مع الكلمات بحذر، مع الكتابة بخوف، مع المسودات بتوجس وقلق. لا أعرف كيف أمكن البعض اعتبار الكتابة وسيلة نجاة أو تشافٍ بشكل ما. الكتابة حادّة ومؤذية، ومطلقًا ليست بهذا الشكل الشاعري الذي يُصوّر فيه الكاتب، أو يحسد عليه؛ كأنّه الكائن الأمثل في مواجهة الحياة.

11:32 مساء، 14 ديسمبر 2020

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.