القدس أرض كل أب-إنزو باكا
ترجمها من الانجليزية: رائد الجشي – السعودية
القدس في اليوم التالي
الذي كان قبلها أيضا
لا أعرف لماذا أبكي
وأنا الغريب المسافر من أرض بعيدة،
أبكي الكوفية والكيباه وكل حجاب في المشرق
بكل جسد ملفوف بقطعة قماش من الكتان
لي مرعى من قش آخر و سبت آخر
ومع ذلك أشعر بالأمان في تدفق دمي
طين السجون ينبض حيا
وثمة خشب معلق بين أكوام الكريستال.
حائط المبكى شاهد على كل المراثي
بين الأشلاء وثنايا البراءة
الحائط شاهد على ألف سنة وألف أخرى من الراقدين والمستوطنين –
يزداد ثقل الكتلة على من كانوا هناك من قبلهم
ولكن بعد أو ربما قبل الحرق.
كانت الماعز والخراف تتنقل بحرية بين أشجار الزيتون
كما كانوا أيام مراعي داود وسليمان.
لا سلب ولضروع للحليب المشترك.
(ثم جاء العرافون على جاري العادة ).
بسفن الهاربين في الدعوة المسيانية
وأصبح موطن المشردين إعصارًا
وقام آخرون بفرض قائمة للعشاء على الجميع.
ثم جاء غوريون وموشيه ديان وعرفات.
لا أعرف لماذا أراقب المدينة وأستمع إليها
من أغنية إلى أغنية، ومن حجر إلى حجر فلسطيني
وأستمع إلى الكنائس والمساجد وعقوبة الآباء-
لا أعرف منذ متى ومتى سينهارون مثل اللغات
تحت وطأة الكتابة المفروضة.
ما تزال حديقتي النباتية بالقرب من فرن “جَمال “
الحديقة: مغرفة من الرمل الحر والمياه الصحية.
وأنا أبكي عند كل شاهد قبر وكل حجر
ولكن هذه الجملة تواصل تمزيق صدري
(أغلق صانع القبعات السوق مبكرًا
لا يكاد يميز بين المحلات التجارية والنفط ونخل الرافية والستائر
كان يصنع جلودًا وأوعية من الحناء والمراهم
ويبعثها إلى بابل الجديدة، دون استرجاع
لم يعد أحد يسمع صوت الرباب الهادئ.)
أترى كانت القدس معروفة وقتها بمدينة السلام؟
ولكنها أصبحت قُبلة
في ظل الأسلاك الشائكة
تنعش الفم
من عطش إلى عطش.
….
نصه السابق في سماورد