الديكاميرون تعود .. ولكن للنجاة من الكورونا

0 803

سماورد

من صفحة على الفيسبوك انطلقت القاصة السورية روعة سنبل في مشروعها (الديكاميرون 2020)، لتؤكد أن الحكايات ما زالت وسيلة نجاة، حيث تؤكد “في زمن الوباء اللعين كورونا، قد يخطر لنا أن نتساءل: هل ما زالت الحكايات مجدية؟”، وتجيب “أراهن شخصيا: نعم، ما زلنا نحكي لننجو”. صفحة الفيسبوك جمعت عدداً من المتابعين من القاصين العرب والمهتمين بالقصة القصيرة، ففي زمن الكورونا كانت ثمة رغبة في النجاة، فكما وجدت سبع شابات وثلاثة شبان يلتجئون في فيلا معزولة خارج فلورنسا هربًا من الموت الأسود الذي أصاب المدينة، الحكايات مهرباً وملجأً في كتاب الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو (الديكاميرون)، فلا بد أن يكون للحكايات القدرة على الطبطبة على أكتاف المعزولين.

تحول هذا المشروع من صفحة إلى كتاب صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون الأردنية تحت عنوان (الديكاميرون 2020.. نحكي لننجو) فكرة وإعداد روعة سنبل، وألحقت بقراءة نقدية للكاتبة السورية فدوى عبود. تقول سنبل عن المشروع “وعلى خلاف مشاريع كثيرة ظهرت في هذه الفترة، فإن خيار الديكاميرون 2020 لم يكن نشر نصوص ُكتبت في ظروف العزلة والخوف
من كورونا، بل كان الخيار أن ندير ظهورنا لما يحدث، وأن نتبادل نصوصا كتبت من قبل، تدور حول ثيمات تحفر عميقا في الذات الإنسانية عموما”.

يضم الكتاب خمسين نصاً قصصياً ضمن خمس ثيمات اختارتها سنبل أو قراء الصفحة أو حتى الأصدقاء القاصون. ففي الثيمة الأولى (المرايا) نصوص قصصية لـ: فدوى العبود، عبد الله ناصر، ملك القاري، جعفر العقيلي، زهير كريم، غابريل غارسيا ماركيز، حسان الجودي، هاروكي موركامي، وطارق الإمام. وتقرأ فدوى عبود وتختم قراءة قصص (المرايا) كثيمة “نحّدق في المرآة حين نكون سعداء، وفي حالة تصالح مع الوجود، على الأقل نطيل الوقوف أمامها. إلا في لحظة تهديد أو شك! أغلب الذين يسألون المرآة هم برتبة جنرالات حرب مهزومين، أو مارشالات حب مخذولين. إنه سؤال الذات لذاتها التي تتصدع”.

أما في ثيمة (القطارات) فالنصوص المنشورة للقاصين: شريف صالح، محمد عبد المنعم زهران، زياد خداش، جبير المليحان، سفيان رجب، محمد تيمور، لحسن باكور، آرنست همنجواي، جميل حتمل، ويوسف إدريس. وتتساءل فدوى العبود في قراءتها لنصوص الثمية ” لماذا القطار؟. لأن القطار يشبه الحياة فهو إن انطلق لا يرجع، وفي كل محطة يوّدع أشخاصا ويحمل آخرين، ويمكن للحظة سهو أن تضيع محطتك؟ وكم مرة شردنا عن محطتنا فأمضينا باقي الرحلة في التحسر عليها”.

الثيمة الثالثة كانت بعنوان (الحبال)، والنصوص التي حملت هذه الثمية كانت لـ: نهى حسين، فادي شماس، أغصان الصالح، زكريا تامر، يوسف إدريس، زهير إدريس، رأفت حكمت، جي دي موباسان، وروعة سنبل. وكانت نصوص الثيمة الرابعة من ثيمات الكتاب والتي عنونت بـ (الفقاعة)، لمروة ملحم، سوزان الصعبي، عبد الفتاح المطلبي، ايتالو كالفينو، سعد هادي، خوان خوسيه مياس، أحمد الخميسي، ليلى عبد الله، زكريا عبد الجواد وغياث منهل، وترى الناقدة والكاتبة مروة عبود عن اختيار هذه الثيمة “يمكن أن ننظر لاختيار الفقاعة باعتبارها د لالة على معنى جمالّي، ولكن إذا توقفنا عند معاني الخفة (خفة الوزن الأنطولوجي للأنا) تأخذ منحى وجوديا.. ويصبح اختيار الفقاعة طريقة للهرب.

يكون الرمز أحيانا وسيلة لتمزيق الحجب والأسئلة التي تنبثق عن كل نص، وتساعد في هذا التمزيق لما كان مألوفا لطول معايشته”.

الثيمة الخامسة التي اختتم بها الكتاب فكانت بعنوان (الأحلام)، بمشاركة قصص: زهير كريم، هبة شريقي، مهند الخيكاني، غفران طحان، نبأ حسن مسلم، صلاح حيثاني، حنان الحلبوني، زوران جيكوفيتش، وسيد الوكيل.

تحول صفحة الفيسبوك إلى كتاب هو بالتأكيد نجاح لهذا المشروع الذي يراهن أيضاً على قدرة القصة القصيرة على الحياة رغم الرهان على موتها. يذكر أن الكتاب متاح للتحميل أونلاين من خلال صفحة (الديكاميرون 2020) على الفيسبوك.

تحميل الكتاب

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.