آخِرُ نَفْخَةٍ فِيْ حَجَرْ

0 491

فريد النمر- السعودية

 

انْفَخُوا في المَزامِيرِ

يَرتَعِشُونَ ..كعِشْق ٍ

مُخَبّئٍ في السَحَابَاتِ السَمَاءْ

 

وَفَتّشْتُ في دَهْشَتي

كيْفَ أخْتِمُ الوَشْيَ المَسَائِي ّ

المُقِلّ لرِعْشَةِ الدِفْءِ

التي تَاهَت بأَحْلامِ الشِتَاءْ

 

هذا فَمِي سَكُرَتْ عَليْهِ غِوَايَةُ

الذّعْرِ الّتي كَانَتْ

يُبَدّدهَا الرّحِيْقْ

 

عَلى حدقِيْ أَمَلٌ شَارِدٍ كَالحُزْنِ

وَبَيْنَ نَهْرَيّ أَهْرَقْتُ حُبْرِيَ للفَرَاغِ

النَائِي .. مَا بَينَ أقْبيَةِ الجُفُونْ..

 

أفرَغْتُ رُوْحَيَ  قَطرَةً فِي كَأسِ رِيْح ٍ

لا يَعُودُ بهَا النّفْخُ المُغَنّيُ حَيْنَ يَقتِلُهُ من الخوفِ السُكُوْنْ

 

يا أيّهَا السِرّ المُرَقِّعُ للشَقَاءِ مَا عُدْتَ سِراً  في الحِكَايَاتِ

المأدلِجة الشّجُونْ

 

انفَخُوا في المَزَامِيْرِ يَرْتَعِشُونَ

مُذْ ركَبْتُ هُيُامِي مَا انْفَضّ

بَحْريْ، ولا مَرْكَبي

 

أيّهَا النَازفُونَ غِنَائي

هَل ُصبّ حُلْمُ دَمَي..

أمْ ظَلّ في نَزْفي غَرِيْقْ

 

لَنْ أدّعِيْكِ النِهَايَةَ للجِرْحِ..

دَعْي لوَقْتِي

يرُيْقُ أُغْنِيَةَ الرّيَاحْ

 

حِيْنَهَا يَوقِفُ الطّاحِنُونَ الغِلالَ

وَجْهَ الدّوَارْ

 

خُذْ لَهُمْ بَعْضَ قَمْحٍ بِهَذَا الوَهَجِ الشّقِيْ

 

كَمْ هُوَ العَاثِرُ الدّرْبُ يَا سَاقِيَاً للجَفَافْ

 

خُذْ هُنَا الشّمْسَ خَائِفَةً تُضِيْفُ عَلَىْ حِزْنِيها كَيْفَ تَبْدُوْ السَحَابَةُ حَينَ يَسْرُقُهَا الضّيَاءْ

 

عَجَبٌ أيّهَا النَادِلُ الحَجَرِيُّ

قدْ تَسَرّعْتَ سَكْبَ

النّبِيْذِ بوَقْتِ المُنَى

 

أَرَىْ خَمْرَكَ..

النّهْرُ يَعْجِنُهُ للرّحِيْلِ

وَيَسْرِقُ مِنْ سِرّهِ العُنْفُوَانِ الشّهِيْ

 

فَمَا لِكَأْسِيْكَ لَاْ يُحْسِنَانِ الوُقُوْفْ

,

أُيّ خَمْرٍ تُرَاهُ يَرِيْحُ نِدِاءَ اللّظَىْ بَيْنَنَا

بَيْنَمَا …يَهَبُ الحّبَ

ضُحْكُ الغِنَاءِ

بَشَايِ السَحَرْ…

 

عَجَبٌ كَيْفَ لَا.. تتأنى

وَالمَزَامِيْرُ بَيْنَنَا خُلْوّةٌ

تَلْبَسُ الصّمْتَ

فِي شِقْشِقَةٍ مِنْ ثُقُوبْ

 

انْفَخُوا فِيْ المّزَامِيْرِ

يَرْتَعِشُونَ كعِشْقٍ

مُخَبّئٍ فيْ جُيُوبِ الهّدِيْلْ

 

فَبَيْنَ عَيْنَيْنَا يَنْزَعِجُ اللّونُ

وَتَنْفَضّ أُقْصُوْصَةٌ مِنْ حَجَرْ

 

انْفَخَوْا فيْ المَزَامِيْرِ

يَنْتَفِضُونَ بِصِدْقٍ

كَرَقْصِ الغّنَاءِ ,

كَصَوْتٍ يَحُكُ الطّريْقَ الغِيَابَ

يُشْعِلَهُ ضِفّةً مِنْ سَفَرْ

 

انفَخُوا فِيْ المَزَامَيْرِ

لَآخِرِ حُبّ فَرَّ للعناقيد مِنْ بَيْنِنَا

رُبّمَا.., رُبَّمَا.. يَصْبَحُ كرماً.. نبيذاً

من ذَلِكَ النّفْخِ… يَعُوْدْ!

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.