أوبة المفسد

0 878

حسين آل دهيم – السعودية

 

تغمض عينيكَ وتتشابَكُ أصابِعُك،

تهدهد كفيك كنبضٍ كأنك ستتلقى طفلاً من السماء.

السماءُ التي كانت صديقتَكَ وخبأتَها في خرجك لتحصنها،

لم تزلْ تتخالَطُ بأعضائِها،

وتنساك وحيداً على كلِّ ضفافِ الحياة.

أنت يا من تتشدق بأنك صديق الله الحقيقي،

وقد نسيتَ قومَك وراءَ أكمة الرذيلة،

لا تُصِخْ السمعَ أكثر واملأ  كفَك بالترابِ

ثم انفخْ فيه ليصيرَ سراجاً أو مطرقة.

أسلافُك يخيطونَ متكآتهم بالبرق وأنت تفعل كذلك،

غير أنك لم تتعلم بعد حساب تزاوج نجمتين وحجر.

أسلافك الذين أخبروك بأنهم لم يخضعوا لمردوخ عند منبع النهرِ،

خضعوا للتربة السمراءِ التي مرغت سواعدَهم وأثداء نسائهم.

شعرُك الأجعدُ البعيدُ المنبتِ،

كانت تعتمرُهُ آلهتا خصبٍ وبعثٍ بالتساوي،

ترفعا إزاريها لتمر مراكب أجدادُك من بين أرجُلِهما وتذهب نحو الرمل الذي بذرت فيه ملامحك الساحلية.

مالحٌ أنت وهادرٌ كمزاج في يوم قائظ،

تشقُّ في الأرض فرجاً يأخذُك نحو أبيك البحرِ الذي يتوسد أحضان النخل.

كم كنتَ ساذجاً عندما رأيتَ فوضى الكون بقلبك،

فرحت تحاول ترتيبه بعقلك فأفسدتَ على الكائناتِ روعةَ الفوضى،

حتى قالوا: لن نفتديكَ حتى لو اتسع جفناك ونامت شمسُنا بينهما،

فاقرأ عالمنا أيها الشقي بحلمك، قبل كتابة عالمك.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.