القفص

0 790

نزار البيومي – مصر

بنيان القفص تصدعْ

والعصفورْ

لغة

من زمن مهجورْ

فى شوك الأرضِ

يفتش

عن ألق الحبِ المنثورْ

يدميه الشوك فيبكى

بسواد القفص الأبكم

يختنق الأبيضُ

يهربُ

منحازاً للظل

ومنتمياً للنورْ

ويعود ليطمس

ذاكرة الخوفِ

يصب نهاراً مرتعشاً

فى فوهة القدح المكسورْ

الليل

خواءٌ مُرٌّ

يتهافتُ

والعصفورْ

ملقى خلف السورْ

يختلسُ النظراتِ الثكلى

ثمة ألوان أخرى

وبريقٌ فضىّْ

سعفٌ يتماوجُ

فى بحرٍ لجىّْ

تغشاه السكرةُ

لكن

تُختتن الفرحةُ

إذ ينتبه القفصُ المذعورْ

يتعامدُ

فوق صريخ الخبزِ نصالاً

تنزع ريش العصفورْ

بنيان القفص تصدعْ

والعصفورْ

وطأة حلم مقهورْ

يختبئُ

وراء جناحينِ رماديينِ

وينسّلُ

إذا ما هدأُ الليلُ

لكى يتنفس

فى بحر الضوءِ

يحط جناحيه

على عرس الماءِ

يرف

يشفُّ

يدورْ

يصعد

فى فلكٍ مسحورْ

يتجلى الضوء الوارفُ

فى عينيه

يناجيه

فيبكي

” لا تعجبْ

فى رحم الحجرِ الغافي

تُختزن قصورْ

فانزع عنك غطاءك

إن كان لذاك الحلم جسورْ”

– “القفص سياجي

هو كالقدر المقدورْ”

يرتجف الضوء

ويخبو

والحسرة

تأكل قلب العصفورْ

فى السحب الصمّاء

يغيب الضوءْ

لكن صداه المارق

فى الأعماق يطِّنْ:

” تُرهقُه الظلمةُ

من يدرى النورْ”

بنيان القفصِ

تهاوى

والعصفورْ

فى شوك الأرضِ

بقايا قفصٍ مكسورْ!

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.