اللامبالاة مبالاة

0 425

غزوان الثابت – العراق

في النهاية، أنت مجبر على تقبل الحقيقة.

انفض غبار الوهم، واعترف أنك منهزم.

أنت تصارع نفسك فـيهزمك كبرياء الروح.

لتبقَ مهزومًا مهتزًا، ترتجف أن تخطو إلى الأمام، تخشى العودة إلى الخلف؛ لتبقَ معلقًا في ظلمة التيه غارقًا بوحدتك.

كلهم يكذبون؛ الوحدة لن تصنع منك المستحيل. كنت عاجزًا وهم معك؛ فكيف بعد أن تظل وحيدًا كـغصن يصارع العاصفة؟

ابتلع الواقع الذي يهدم السكينة في عقلك. اعتد الألم. استسلم لفشلك. لا تصارع غضبك وقلقك وانفعالك وخوفك من القادم.

أنت تعيش ما ترفض عيشه. أنت تعاني الشيء الذي لا تعترف فيه. أنت تعاني مما لا تريد أن تعاني منه، لكن ما يؤذيك عدم تقبلك أنك منكسر.

أنت تمر بمرحلة سقوط حر قاتل لن ينفع الكبرياء.

تبدو كطير سقط من السماء؛ فقد أجنحته بعد أن حلق؛ ستستقبله الأرض بكل جاذبيتها ليتحطم؛ كأنه لم يكن. لن يفر من ذلك الواقع المر. لا يخدعك تحليقه القصير فالأرض تنتظره، سيقع، سينتهي المطاف بموته الأبدي، لا محال.

استقبل قدرك برحابة صدر، فإن رفضت فلن تغير شيئًا. فقط، أنت تضخم واقع الصدمة على نفسك أكثر؛ تقنعها أنك حر طليق انتصرَ، لكنك مقيد محاصر، مصيرك الهزيمة.

لا تبالِ لما يقال حولك عنك.

القادم أفضل؛ كبوة جواد؛ أنت أكبر مما أصابك.

هم مخادعون كاذبون. أنت لست إلا ضعيفًا منهارًا.

حينما تؤمن بهذه الحقيقة فسينتهي فشلك، وتعود لك نفسك.

أبعد ذلك الغشاء عن عينيك. اقتل الأوهام. انتفض ضد الكبرياء المزيف كن الكبرياء الثائر.

اعزم؛ تحزم حل العقد؛ أنهى الحبكة؛ تغلب على اليأس، لكن بعد أن تعاني الوجع؛ ثم سينمو لك ريش فـتطير.

وأعدك، لن تستقبلك الأرض إلا وأنت تحط فوقها كما يحط النسر بمخالبه على صدر الفريسة وهو منتصر.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.