بائعةُ النعناع

0 213

 

الشيماء خالد – الجزائر

 

في الظهيرة،

تسيطرُ الشمس

فينطلقُ وهجها قويًّا

في الظهيرة،

في هذا الحيِّ الصغير

ينامُ الهدوءُ على الرّصيف

وعلى أغصانِ الأشجار

تمرُّ هي، بخطواتٍ ثابتة

وبصوتٍ خجول خافت

كأنّما تهمس لنفسها، تردُّد كلاما مُعادًا

من يشتري مني نعناعا؟ عندي نعناع..

تُردّد كلاما مُعادا من أمها

هذا النعناع يصلح ليضيفَ طعمًا مدهشا

للشاي

تقول هذا، وهي التي لم تتذوق الشاي في حياتها

في آخرِ الشارع، يحمل أحدُ الأولاد

بالونا، يُطيِّره

فلماذا تحمل هي في يدها بدل البالونِ نعناعا

تمضي

كعجوزٍ منهك، لا أمل في وجهه سوى ضجرٍ

غير معلوم سببه

لكنها تمضي،

تعرضُ على البقال ما تحمل

تبرق عينها

لدينار يلقيهِ في يدها، فيغني قلبها فرحًا

لكن تثور أمعائها غضبًا

من منظر السكاكر،

فتضغط على الدينار في

يدها، تستحضر القوّة لتقولَ كسائر الأولاد

أريدُ قطعةً من تلك وتلك وتلك

وبآخر لحظة،

تتذكر بخاطرٍ مكسور

تتذكر أنّها لا تملكُ سوى

ثمن حبةِ طماطمَ للعشاء.

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.