حياةٌ بالمُجّْمَل قصيدة

1 1٬113

غمكين مراد سوريا

 

لي تنهيدةُ المطر

لي لسعةُ النسمةِ

لي عِناقُ الورقةِ بالندى

لي في الحُبِّ رائحةُ الترابِ!

دون انتظارٍ

دونَ فُراقٍ

يا مطرُ

على هدهدةِ مِسحةُ يديكَ وهي

تربُتُ على ليلِ شتائيَّ العائد

أُعيدُّكَ أنا بعدَ شهقةِ البَعْثِ

كضبابٍ على زُجاجِ روحي

عليه أكتب بحبرِ القلبِ: اسم الحبيبة.

بِكَ أنتَ ومعكَ يا مطرُ:

لي كما لكَ من رِئات

أتنفسُ بكَ كُلَّ الحبّ في الحياةِ.

ويتنفسُ بي جسدي والرّوح

فقط: لأجلِ شهقةِ بقاء.

لي حياةٌ مرسومةٌ بابتسامةِ اللامعقول

لي حياةٌ ضاجةٌ بصمتِ التخيُّل

لي حياةٌ فيها أولادي منكِ حبيبتي دون مَسٍّ.

أعيشُ هنا ككلمات.

آهٍ حبيبتي:

اللاهِثُ وراء ما لكِ

ليس إلا أنا أتّبِعُ قلبي

وأتّبِعُ في القلبِ ما لكِ؟

لي:

ما للحرفِ من ربطٍ

وما للكلمةِ من مكانٍ

لي:

حياتي ها هنا معكِ

في حلمٍ هاربٍ طالما يعودُ بكِ إلي.

دونَ نسيانٍ

دونَ ندمٍ

أرقُدُ ساهياً عن كُلِّ الكون

أربتُ على كتفي حُلمِ الحياةِ معكِ

غافيةٌ أنتِ في زاوية القلب.

في صِدفةٍ ما

في نُكرانٍ ما

في يأسٍ ما

وَحدّكِ يقظةُ الغدِ في بقائي مع بقاءكِ.

أنتِ أنتِ

نَّفَسُكِ

روحُكِ

لم تُغادري أبداً وجودي

أو مُخيلةُ وجودي

ولا حتى نَّفَسَ روحي

طالما أردتني الحياةُ وقيعَ سقطةٍ

يديكِ

لا بل روحُ الطيفِ منكِ

قَوَّمَتْ بِكُلِّ الحبِّ لي لكِ

تلكَ الدمعةَ الساقِطةَ من مآقيِّ الرّوح

وسَدَّت ثغرةَ الهفوةِ بعودةٍ تليقُ بحُبِّي لكِ.

لي:

كُلُّ ما للنجومِ من سماءٍ

ظِلُّكِ.

لي:

لِكُلِّ ما للمطرِ من غيمٍ

ثَغْرُّكِ.

ولي:

أيضاً ما للأرضِ من دورانٍ

أنفاسُكِ.

حيثُما أردَّت الحياةُ ذاكِرتي نسياناً،

أيقظتني الحرقةُ اللاهِبَةُ بكِ في قلبي.

وأينما وَجَهَت الإغواءاتُ طريقي

أرشَدَّتني لوحةُ النبضةِ بكِ في قلبي.

وكيفما شاءت الأقدارُ أخذي

أرجعتني روحي بكِ إلى قلبي معكِ.

لم تَزَلْ حبيبتي:

تلك الخطواتِ معكِ تُلَحِنُ رقصتي في الحياة.

لم تَزَل:

تلك البسمةِ الهاربةِ منكِ بعفويةِ حُبٍّ تخافينَهُ

تُعَطِرُ هواء العُمرِ.

لم تزلْ:

تلكِ البسماتِ بعد كُلِّ الغيابِ

لي انبعاثٌ.

لم تَزَلْ:

قصائدي

عنكِ

لكِ

بكِ

تَخلُّقُ ما ضاعَ لي من حياة.

لم يَزَلْ:

ذلكَ المطرُ على خديكِ يؤرجِحُ قلبي غيّرةً

دافعاً يديَّ لمسحِهِ برعشةٍ خائفة.

ولم يزلْ:

ذاكَ المشوارُ الطويلُ سارياً بي معكِ

إلى نُكرانِ ما نحنُ فيهِ دون وصول.

هو ذاتُهُ المطرُ:

كِتابُنا المفتوحُ على أبدٍّ لن نَصِلُّهُ.

هو ذاتُه المطرُ:

المشدودُ بِكلماتنا دون بللِ الرّوح.

هو ذاتُهُ المطرُ:

خجولاً من رعشةِ الحبِّ

وبقاءِ شغفِ الجنونِ بالحبِّ تحتُهُ دون مِظلة.

لي:

تلكَ الحياةِ أبداً

ولي غيرُها

مشيئةُ قصائد.

لي أنتِ باقيةً كذاكَ الأبدِّ:

حرفاً حرفاً

كلمةً كلمةً

في حياةٍ بِمُجملِها قصيدةُ شِعْرٍ.

غمكين مراد
  • من مواليد قرية كندك سيد في ريف قامشلو 1977
  • يحمل إجازة من كلية العلوم الفيزيائية والكيميائية
  • نشر وينشر في الدوريات العربية
  • صدر له:
  • مجموعة شعرية بعنوان : ( الروح أوسع من أن يلبسها جسد) من دار الغاوون ببيروت 2011
  • ومجموعة ثانية بعنوان ( ناموس لا) من دار مومنت كتب رقمية لندن 2014
  • ومجموعة ثالثة بعنوان (ضاقت الرّوح) من دار الأمل الجديدة بدمشق 2016

 

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. فاطمة الفلاحي يقول

    لغة رشيقة وجميلة ..سلمت وأكثر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.