بالطبع .. انا رجل مخرف

0 585

سعيد حجاج – مصر

 

بالطبع.. أنا رجل مخرف 

بالطبع

أنا رجل مخرف

رغم انى لم اتجاوز المائة عام بعد

مخرف بالطبع والممارسة المعتادة

للشعراء المخرفين أمثالي .

عندي هواجس شريرة

نعم

ولدى أهواء قاتلة أيضا

وتجتاحني الكآبة

بالقدر نفسه الذى يجتاحني الحزن

مرة او مرتين على الأكثر

فرحت .

ومن سوء طالعي لا أذكرهما

لأحتفي بما فعلت يوما .

ومرات كثيرة بكيت

لكنني ما استطعت أن أعبر المسافة

بين الفرح والحزن سالما

في كل مرة حاولت

زلت قدماي على درج الحياة

ومكثت أعواما .

أعالج محنتي .

أنا بالطبع رجلٌ مخرف

تحيطني البلاهات من الجهات الستة للدنيا

يحيطني نزيف الدماء اليومي من أجل

كرسي خشبي رديء

تحيطني خطب الزعماء

الكاذبة .

تحيطني النساء بعباءات غباءهن السوداء

والملونة

يحيطني الأصدقاء بالمحبة

والخيانات الفرهة

يحيطني الكثير من العناء

ورغم ذلك كله .

أكتب ما زلت مصرا على خطيئتي

أكتب ما زلت

وهناك ملايين الكائنات

تكره ما أكتب وتدعى ما ليس في

لا يهمني كثيرا أن أكون شاعرا

أو بوابا

أو نافخ بالونات للأطفال

في الأعياد الرسمية وغيرها

لكنني متفائل

لأنني اكتب فلا أضمر شرا

داخلي

أنا

أكتب الشعر

أو ما يقال عنه كذلك

كي أظل نظيفا فقط

 

يقين

 

متأكد من عطشي

لكنني متيقن تماما

أن التي ستحضر الماء لي

يدي

لذلك  مذ صارت لي حياة

على هذه الأرض

وأنا أعرف الله

وانزهه عن الإتيان بالكوب والدورق

لكنه خلق النهر والمطر

وجعل لي عينين مبصرتين

وساقين امدهما وقتما أشاء

وأصابع أمسك بها الإناء

وعقلا يعي أن لا أحد مطلقا

سوف يشرب نيابة عن أحد

لذلك كله

أعلن تنصلي من الموت كمدا .

لأن لا أصدقاء لي

 

رجل يكلم نفسه

 

فماذا تفعل امرأة برجل صار

يكلم نفسه ؟

أو يفضى للعابرين بحزن

روحه على موائد الكلام ؟

لماذا يكون عليها

أن تحتمل الصمت

وهو يمارس الحب

حين يحتضن الياسمين

في كفه ؟

بينما تلقى بقلبها على سرير الغرور ؟

ما الذي تشتهيه منه ثانية

بعدما تركته يهذي

لاعنا قلبه الذى أحبها يوما

فأفرغته من الحياة ؟

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.