في الشارع

0 188

الشيماء خالد- الجزائر

 

بعد الهمود الطاغي

البارحة

طلع النهار

والقرية تسبح في

في ضجيجها

الهادئ

تتسارع الخطوات

تتباطأ الخطوات

وكلُّ ما يُكتب

في الجرائد

صار كلاما مُعادا

الضجر يستلقي

على الرَّصيف

يُعثّر خطى

السائرين

تداعب الشمس

بلهيبها

صلعة عجوز يعبر الطريق

التي غطاها الغبار

الذي صحبته معها ريح

الأمس عندما هبّت

في الشارع

يُقيمون الاجتماعات

واقفين

يسردون سِير

الأحياء

والأموات

يهتزُّ الرّصيف

لضحكاتهم

كلُّ قططة الحيّ

تسير صامتة

بلا مواء

وكأنها وجدت ما هو

أكثر تسلية

من مشاكسة

الصبيان الأشقياء

يراقب قطٌّ هناك

صناديق السمك

ليخطف منها ما استطاع

في الشارع

حيث التناقضات

تفترش المكان

حيث تتناسل الأكاذيب

ويطول الحديث

عن السعادة

والأحزان

فيفقد الوقت هيبته

وسط تزاحم الحوارات

وتتطاير الساعات والدقائق

والثوان

كأنها

بيعتْ

بأزهد الأثمان

في الشارع

تزداد الشمس اشتعالا

ويصير تراب الأرض

كأنه حمم

يُسرع الأولاد الحفاة

نحو الرّصيف

ليتحاشوا سخونته

كأنهم يرقصون على ألحانٍ

تضجُّ

في آذانهم وحدهم

تتسارع الخطى

تتسابق

وقت الظهيرة

يفرد جناحيه على

القرية

يُهرول المارون إلى

بيوتهم

كالنمل الذي

يتسابق نحو مساكنه

وهكذا

حتى يصير الأمر تعوُّدا.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.