لديّ من الخيالِ ما يَكفي

0 144

الشيماء خالد – الجزائر

 

لديّ من الخيال ما يكفي

لأصنعَ لنفسي جناحين وأطير

فأغرقَ داخل سحابةٍ وأسبحَ في عالمٍ

من البَياض

لدي من الخيال ما يكفي

لأقفزَ داخل جراب كنغَر وأستشعر بعضًا

من الدفء المفقودِ في هذا العالم

لدي من الخيال ما يكفي

لأغمض عيناي لدقيقةٍ كاملة

ومن ثمّ أفتحهما فأجد نفسي محشُورة

بين قطيع من الغزلان

وبدون تفكير أنطلق معهم ركضا حتى

ينقطع النفس

بعد ذلك أتوقف وأنظر حولي

فأجدُني قد وصلت عند حافة الجبل

وبدون تفكير

أقفز وقبل أن يبتلعني الماء

أكون قد فردتُ جناحاي

فأطير والغزلان بأجنحتنا الكبيرة

ونعبرُ كل مكان

ثم ننتظر الغروب لنقتربَ من الشمس

أكثر ونراها بوضوح

ونأخذ منها بعض الحرارة القوية كي

نحرقَ حزنا قد نَما كالجليد

لدي من الخيال ما يكفي

لأخلق لهذا الليل الوحيد صدرا وذراعين

فأعانقهُ كمن يعانق أعزَّ ما لديه

ثم ألتفتُ خلفي

فأتقيأ كلّ الغضب

وأتنفّس كل الفرح

لدي من الخيال ما يكفي

لأصنعَ من الرّمل فستانا يصلحُ أن

أرتديه

لدي من الخيال ما يكفي

لأجعل قلبي يبكي بدلا من عيناي

لدي من الخيال ما يكفي

لأحكي للشجرة كل ما أعرفُ من قصص

تمدُّ غصنها لي فأمدُّ يدي

وتتشابكُ

يدِي مع غصنها فنرقص على لحنٍ

تعزفه لنا الرياح

ولا يسمعه إلّا نحن

فنرقصُ ولا نتوقف حتى تمرَّ علينا كل

الفصول

تتجمّد أغصانها ويتحجر قلبي

تعودُ وتخضرُّ فتنمو في صدري حديقة

ودون أن أفلت غصنها أختبئُ تحت ظلها

من لهب الشمس

ثم تفاجئني وتسقط كل أوراقها،

عندها تصير عاريةً من الحياة

لكنها ترقص على عزف الرياح معي،

ترقصُ.. وأرقص

لدي من الخيال ما يكفي

لأصنعَ لغرفتي قدمينِ عملاقين

فتهرب بي حيث تشاء

إلى مكانٍ لا ينمو فيه الحزنُ كالأشجار

ولا يُشرب فيه الخِداع كالماء

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.