منتصف الليل غير الحزين

0 468

علي وهبي – لبنان

 

تراقبني قطّةٌ منتصفَ الليلِ

كأنّها تودُّ معرفةَ عنوانِ الكتابِ الَّذِي أقرأُ،

لا تبدو جائعةً

على سطحِ سيّارة جارنا جلستْ

وعلى شرفةِ الطّابقِ الأرضي

واقفًا أقرأُ

لو كانت جائعة لطاردتْ جرذًا

سريع الخطى

كأنّه هاربٌ من أزماتِ البلاد

أو كصرصارٍ

لا يخافه

أترَهما مرعبين؟

باحثان عمّا يسدُّ جوعهما.

أقرأُ،

جرذٌ ما زالً جائعًا يركضُ باتّجاه رائحةٍ ما

وآخر يحفرُ،

حافلةُ النّظافةِ لم تتركْ له شيئًا

يا منتصفَ اللّيل غير الحزين

نامَ القمرُ

والجرذُ يحفرُ

والصّرصار تائهًا نسي الغِناءَ

أقرأُ، والقطّة لم تعدْ تراقبني

هذا ما سمحتْ برؤيته إنارة الشّارعِ.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.