نصان

0 361

مهدي النفري – العراق / هولندا

بدوتُ مولَعًا بِخَرابِ الأَسْئِلَةِ

 لَستُ شَاعِرًا ليَكْتُبَ عَنْ غيابِكَ اَوْ غيابي، فَكلانا خَرابُ الأسْئِلَةِ نَلْتَقِي وَنَفْتَرِقُ عَلَى نُورِهَا، اللَّيْلُ فِي رُوحِي بَاتَ طَوِيلًا وَلُعْبَةُ تِكْرارِ اللُّغَةِ صَارَ آيَةً يَحْتَفِظُ بِهَا اَلْمَنْبوذونَ وَذَوِو العَاهَاتِ وَاَلْعُمْيانُ، أمّا اَنَتَ وَأعْني أَنَا فَمَازِلنا نَحْصُدُ العُشْبَ اليابِسَ مِنْ أجَلِ إِطْعامِ سَماءٍ جائِعَةٍ لِلْحَيَاةِ، قُلُتُ لَكَ انْظُرْ إلى ذَاكَ الحِصانِ وَهُوَ يَتوَسَّدُ ظِلَّ شَجَرَةٍ، أَتَراهُ كَيْفَ يَعْصُرُ وحْدَتَهُ وَيُجَرْجِرُ ثَوْبَ هَزيمَةِ راكِبِهِ؟ قُلُتُ لَكَ لِلْمَرَّةِ الأولَى والْأَخيرَةِ يَا ذَا اَلْحافِر فِي وُجُوهِنَا وَمِنْجَلِ الأَيّامِ وَهُوَ يَحْفِرُ عَمِيقًا هُنَاكَ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَضَى والْكَلامُ لَيْسَ قَبِيحًا فِي حَضْرَةِ النِّسْيانِ، فَتَعَالَ نُجَرِّبُ اَلْصَهيل مِنْ جَديدٍ وَنُمارِسُ لُعْبَةَ الجَرْيِ نَحْوَ الْغِيَاب، فَالْمَوْتُ هُنَاكَ أَجْمَلُ مِنْ الوُقوفِ فَوْقَ جَمْرَةِ التَّهْميشِ

إعْتِرَافٌ مُتَأخِّرٌ

لستُ أوّلَ المَوتى

وَلا أَذهبُ أَبعدَ مِنْ اليقينِ

أنا صَاحبُ نصفِ خِطوة

تَنْمو بَيْنَ عَيْنيكِ

فَيَأخذُنِي الأثرُ، ظِلًّا بَعدَ الآخر

……

أَقولُ لِيْ

أَلْفَ مَرّةٍ مِنْ تِكَرِارِ الكَلام

لا تَكْتُبْ

خُذْ

ظِلَّكَ وامتَهِنْ الغِيَابَ

هُنَاكَ

يُثْمِرُ النسِيْانُ

أَجْملَ أَزْهَارِه

……

أَعُودُ

لِلتكْرَارِ ذَاتِه

يَنْمو

الغَائِبُون

كَمَا شَجَر الصُّنُوبَر

عًالِيًا

كُلّمَا فَكّرْنَا

فِي النسْيَان

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.