وحدها الجثث تضحك

0 820

خالد أخازي – المغرب

 

يا حبيبتي…!

أخيرًا انتهت الحرب

أردت أن أقول لك

انتصرنا

لكني حزين

تمنيت لو كنت منهزمًا

ميتًا بين الجثث المتحللة

صدقيني …!

وحدها الجثث سعيدة

قادرة أن تمشي بيننا

وتضحك…

لست مجنونًا…

الجثث تضحك…

وتلوح للأحياء من بعيد…

وحدهم الراحلون

عبروا الجسر

وغنوا وأنشدوا الشعر

وحدهم الراحلون

شربوا نبيذ الانتصار

حثى ثملت معهم الأحلام

أما نحن….

نحن المنتصرين

فكم نحن أشقياء

نفق فرسي من شدة اللهاث

ورحلت الأشجار نحو الحياد

هنا… لم يعد

يوجد غير العار

أو مجنون يدخن التراب

هنا.. لم يعد

يوجد غير قلق الجحيم

وحدها الجثث انتصرت

وحدها استحقت وقفة النازحين

والقبعات على الصدور

أما نحن المنتصرين

فلم يبق لنا من أعراس المنتصرين

غير سجائر ندخنها بأصابع مرتعشة..

أردت أن أعود إليك…

إني خائف ألا تتعرفي على وجهي

عيناي صارتا غابة جليد

كلماتي صارت تبغ سجين

أصابعي أدمنت الحريق

آه…! هل سيعرفني الكمان القديم…

هل سيقفز الكلب العجوز

حبيبتي…!

تمنيت أن أقول لك انتصرنا

صدقيني…

إني حزين حد الموت…

بل إني الميت الحي حد الجنون

إني محطم …

يفترسني العار

نفق حصاني …

تبللت بندقيتي

بدم غريب…

كان على الطريق

هل أسمح لأصابعي

أن تداعب ضفيرتك

وخرائطك البهية..

لا أستطيع العودة

وفي قلبي كل هذا الحزن

سامحيني…!

العالم ثقيل ومقرف

أمجاد الحروب شبهة

دفاتر المحارب جرح عميق

النياشين صدى على الصدر

لكل الأنين والعويل

لا أحد يتوج بين الجثث

غير العار والعدم…

لا أستطيع العودة…

نفق حصاني…

وفي يدي بقية دم

لرجل غريب

كان فقط على الطريق

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.