بطاقة تعريف وكأس سقراط

0 661

رعد زامل – العراق

1

بطاقة تعريف

 

أنا شاعرٌ مغمور

تحت موجة قد  ولدتُ

وبالحبل السري

مرتبطا كنت بأكثر من نهر

ولدت أحدب من الحزن

وعلى ظمأ ترعرعتُ

في الليل ..

وبعد كل موجة دم

عندما يمر البرابرة

ويهددون بالنفي

نهرا هنا

أو يستبيحون بالجفاف

بحيرة هناك

تحتشد الأسماك

وتطالب باللجوء الى دمي

هكذا صُلبتُ فوق الماء

وهكذا تحته ولدت

لأب يدعى الجنوب

وأم يسمونها الحرب

وفي كنفهما عشتُ

كطفل يتيم

وكطفل بالدموع أحتشدُ

وأطالب باللجوء

إلى نفسي

ومن نافذة العزلة

بعد ذلك لن أطل

فهذه السيدة العارية الساقين

ليست حبيبتي

انها حربٌ تمر

ومن خلفها بحبل القسوة

كلب يعوي

أحدق في عيون الكلب

وأناديه إلى أين يا – رعد  زامل –

فيرد على

أنا ماضٍ إلى حتفي

جميعا مع الحرب نمضي

فالحرب أمٌ

الحرب زوجةٌ

الحرب أختنا الكبرى

أختنا …

التي تجتاح البيوت

وتعد لنا الطعام

ألا تشمَّ  رائحة البارود

في المطبخ ؟

ألا ترى

رؤوسنا

وهي تغلي تحت  نيران المدافع

ألا ترى

كيف أختنق؟

فأحلق في فضاء اللغة

بأجنحة الرفض

مثل نسر

ولن أهبط بعد ذلك

لن أهبط  وان  دعتني ربوة ما

لن أهبط

وان لاحت لي على الربوة

وردةٌ شقراء

لن أهبط

وان فتحت الوردة

أكمامها لي

وقالت : هيت لك .

 

 

2

 كأس سقراط

 

-1-

– ليكن العزاء في النهار

ولكنه نفق لا شعاع

للشمس فيه ولا أثر

– إذا العزاء في اللغة

ولكنها ظلام دامس

– فليكن العزاء في الموسيقى

ولكنها أنين مر

– العزاء – اذا – في الليل

لكن الليل

قبو هو الآخر

– فالعزاء يكمن في الأنيس

الذي يسمونه المرأة

ولكنها الوحشة بعينها

– ما العزاء اذا

بعد كل هذه الظلمات؟

لا عزاء هنا

أو هناك

ما دام  هذا السؤال فجرا

يستيقظ قبلي

وبمرارة في الرأس

يطرح نفسه

 

-2-

سبحانك يا رب الطين

سبحانك

كل الجراح تندمل

مع الأيام….

إلا أنا

جرح يتسع

كلما حدّث بالشفاء

نفسه!

 

-3-

الأبواق والطبول

ثم الغنائم والشرارة الأولى

هذا ما جنيناه من الحرب

ولأن الأبواق للمنشدين

والطبول للمهرجين

والغنائم للمتخمين

الذين لا خوف عليهم

ولا هم ينزفون

فلم يبق غير الشرارة

لبيوت المساكين

ترى يا الهي

ماذا سيحل ببيتنا المشيد

من قصب؟

وفيه شرارة أرملة

وأخرى مطلقة

وثالثة لم تبلغ الحلم بعد

ولكنها حبلى بالبارود

هذا الجنين

الذي يمني بالنيران نفسه.

 

-4-

حدث ذلك

يوم لم تكن الأسنان في

فمي سوى عظام رخوة

حيث ادعى شكسبير

أن الحياة مسرح كبير

اليوم……

وبعد ان اشتد في فمي

سن العقل

وتساقطت منه

كل أكاذيبه اللامعة

مع سن الذهب

لم أجد الحياة غير

سباق محموم

وأنا الوحيد الذي

يجرى لا طعما بفضة

ولا بكأس من ذهب

ولكنني أجري وراء الكأس

من شأنه

أن يضع حداً

لكل هذا اللهاث

تماما كما فعل بسقراط

ذلك الكأس نفسه .

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.