يَمامةٌ كالزرقاء

0 679

غمكين مراد – سوريا 

كنجمةٍ غافيةٍ
في زاويةِ الشفقِ في الفضاء
تشعُّ خجولةً على زُرقةِ كلماتِي
سلامٌ بأنفاسٍ تُرَّوِّضُ القلبَ على الانتظار
في آخرِ الليلِ كتعارُفٍ قديمٍ
لاحتْ
ثَمِلَّةً في أحضانِ الأكيدِ
تارِكةً الشفقَ
والجةً الحُلمَ
بسلامٍ خجِل تعتَّقَ لخمرةِ وصلٍ
كوخزِ إبرٍ في الجسدِ
وَخَزَت بسهامِ الشغفِ رُّوحَ العُزلةِ
مُرتَعِشاً الجسدُ
مُحلقةً الرُّوحُ
بيَّ
منِي
إليكِ.
ثَمِلاً ضَجَتِ العُزلةُ بصوتِي
خُذيني
كأولِّ نَّفسٍ تَعَتَّقَ من نبيذِ الحِرمان
خُذيني
طفلكِ أرضَعُ من أجمَّة شفاهِكِ كُلَّ الحياة
خُذيني
ريشةَ حبرٍ تُدوِّنُ على بياضِ الانتعاشِ سيِّرةَ قُبلاتِها
داعبِي بكُلِّ تؤدَّةٍ
جنونَ لهفتي
سَكّرةَ شغفي
حينَ رمَتنِي اللحظةُ الحياةُ
بيَّ
منِي
إليكِ.
في الحوارِ المُعَلَّقِ بنجمةِ انتظاري
دارتْ بِيَّ عنكِ
كُلُّ الخيالاتِ الهارِّبةِ إلى الشبحِ منكِ
تلبستُكِ حقيقةً في حياتِي
حسبتُكِ حاضرةَ الأزلِ فيَّ
حسبتُكِ العُمر الذي عشتُه كانَ معكِ
لا قيِّدَ حالَ دونَ أن أخافَ أن أعيشكِ
لا جُبنَ سدَّ على لسانِي التردُّدَ
أتيتُكِ كمّا أنا عارياً ألبسُكِ كمّا أنا في لحظةِ حياةٍ معكِ
راجِماً كُلَّ الهواءِ
لأتنفسَ بكِ حقيقتي وعُريِّي
وصلتُكِ وكنتِ أنتِ أنا مُبَّوبةً بأنفاسِي
قُبلةُ الخيالِ لشفاهِكِ معراجُ الله من على عرشِه غيِّرةً
مهدورةٌ دمُها شفاهُكِ الملتَّمَةُ كغيمةٍ بِرِيِّقِ لسانِي
أنا
الملتحفُ بنارِ ما أشعلتْ
هي

شرارةُ وصلِّها فيَّ
لأتلو بتجويدهُما قرآني
كُلِّي في الخيالِ مُتحوِّلٌ
كُلِّي أنتِ
كُلِّي زفُيركِ
كُلِّي شهقةُ الآهةِ اللذيذةِ
منِي
بكِ
إليكِ.
حينَ انعرجَ قلبي مع خفوتِ نظرتِك
هاجَ المخفيُّ من الوجعِ خلفَ سيرتِك
هاجتْ أوجاعِي
لتكونَ للداءِ دواءً لأوجاعِك
في كُلِّ مرَّةٍ أنسانِي لأتوهَ فيما يسكُنُنِي
أنسانِي
وأعيشُ في مملكةِ من آوتنِي من منفايَّ منِي
أخذتينِي
كخوفٍ
كقلقٍ
ارتعشَ قلبي
خِيِّفةَ أن يكونَ ظِلاً ما اعترانِي
كانَ لابُدَّ لهُ أن يرقُص قلبي
على أوتارِ الحسِّ في الرُّوح
كانَ لابُدَّ
من مطيِّةِ النبضِ فيه
لتتوازن رعشاتِك لُذةً كحياة
لا لحظةً بأثرٍ قلق
كانَ لابُدَّ
أن يُغادِرَكِ كنهايةٍ لنجمةٍ في زُرقةِ السماء
لتعودَ إلى قبرِها كثقبٍ أسودَ
في عتمةِ الخيال.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.