“يأتي في الربيع” رواية مذعورة

0 1٬086

زهدي دهنيم – السعودية

“يأتي في الربيع” رواية لأميرة المضحي، صادرة عن دار الكفاح للنشر والتوزيع (السعودية) في العام 2016م*، تقع في (306) صفحات من الحجم المتوسط (14X20). هي رواية قائمة على شخصيتين رئيستين، بمنولوج داخلي لكل منهما. هذا المنولوج ” نَفَسَه” لا يتغير هو ذاته عند “دلال عبدالرحيم” وعند “حامد السيد”، في حين من المفترض أن يكونا مختلفين بحمولاتهما الثقافية المتعددة. نحن إزاء شخصيتين تدعيان المغايرة والاختلاف والتميز. في المقابل، حين نقرأ سياق كل منولوج، نجدهما بنفس الوتيرة والتوتر والاستشهادات؛ كلاهما يستشهد في سرده بمقولات فلاسفة ومفكرين وشعراء. يستثنى من ذلك بداية منولوج حامد الذي افتتحت به الرواية؛ بسبب فرادته وخصوصيته، حيث يعرفنا بمنطقته “تاروت”، والأحداث التي حصلت عام ١٤٠٠هـ ببسترة مخلة نوعاً ما؛ ولأن هذا التاريخ غير مدوّن وغير معلن، وبالتالي تختلف حدة طرحه من شخص لآخر؛ نطالعه بسرد حامد مشوشا وناقصاً.

“دلال العبدالرحيم” من أسرة نجدية، مستقرة في “الدمام”، متشبعة بثقافة أبيها اليسارية وإيمانه بالعروبة؛ و”حامد السيد” من أسرة تاروتية بثقافة شيعية لأب يحترف الخطابة الحسينية. لا أود أن أتوغل في أحداث القصة الرومانسية الحالمة وتشعباتها؛ لكن الذي لفتني الإشارات السياسية “النيئة” التي جاءت في مفاصل الرواية من غير جرأة، أو على الأقل توصيف لما حدث في المنطقة من رياح الربيع العربي، والمظاهرات التي لفت منطقة “القطيف”.

في أطروحته “سقوط التابو: الرواية السياسية في السعودية” (دار جداول، 2011)، يذكر محمد العباس: ” إن الروائيات في السعودية لم يقاربن الرواية السياسية إلا من خلال تضمين رواياتهن بإشارات عابرة لا تنم عن وعي، أو انهمام بالشأن السياسي؛ ولا تشير إلى رغبة حقيقية لتخفيف ذكورية التجربة النضالية”. هذا الملاحظة أكدتها “يأتي في الربيع” (الصادرة بعد خمس سنوات)؛ فلا نجد إلا إشارة عابرة عما يجري في “البحرين” بأنه لا يتعدى ” الخبال” على لسان حامد؛ أو هو فعل “مصبنة” في الشوارع، وافتعال المشكلات فيما حدث في “القطيف”. بدون أي تماس إنساني أو تعالق وصفي لما حدث. ذلك قد يكون مبرراً – مع أن هذا التاريخ لسنا عنه ببعيد زمنياً – “إذ لا تتوفر أدبيات سياسية كما تتمثل في كتب المذكرات مثلاً أو الشهادات المتعلقة بالتاريخ السياسي، حيث ثم امحاء آثار كل تلك الحقبة وطمسها في عالم النسيان” غير أن ” الرواية السياسية في السعودية رواية مذعورة” كما يقول العباس.

<strong>أميرة حبيب المضحي</strong>

كاتبة وروائية سعودية صدر لها روائياً:

“وغابت شمس الحب”، دار الكفاح للنشر والتوزيع: ط1 (2005)، ط2 (2008)، ط3 (2012)

“الملعونة”، دار الكفاح للنشر والتوزيع: ط1 (2007)، ط2 (2008)

“أنثى مفخخة”، مؤسسة الانتشار العربي: ط 1 (2010)

” يأتي في الربيع”، دار الكفاح للنشر والتوزيع: ط1 (2016)/ دار ذات السلاسل: ط1 (2018)

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.