(اشكون يخدع اشكون)، عرض أنقذه الأداء المسرحي

ورشة فن - مسرح

0 879

علاوة وهبي – الجزائر

كان مسرح سكيكدة أمس السبت ضيفا على مسرح قسنطينة اذ قدم العرض الشرفي لإنتاجه الجديد (اشكون يخدع اشكون) من تأليف واخراج احمد العقون.

بداية في العنوان باللغة الفرنسية مخادعة بين نطقه ونطق اسم الرئيس الامريكي qui trump qui واسم الرئيس الأمريكي يكتب هكذا هو كذلك trump بمعني أن كلمة ترامب في العنوان تتشابه مع اسم رئيس أمريكا ما يعطي إيحاءً من أول وهلة ان المخادع هو امريكا ممثلة في رئيسها الحالي الذي يعني اسمه في اللغة الفرنسية المخادع حسب الكتابة .هل كان كاتب النص أحمد العقون قاصدا ذلك عندما فكر في وضع عنوان لنصه هذا؟، مجريات الحدث في العرض توحي بذلك لأن النص يتحدث عن مخادعة الشعوب الضعيفة من طرف الأمم القوية وقد أوحت كذلك شخصية جورج في العرض بذلك عند لقائه بالملكة إضافة لأداء رقصات من صميم الرقص الأمريكي في ثلاثينيات القرن الماضي.

شعوب مغلوبة على امرها تتحكم في مصيرها وتقرر لها مسارها أمم قوية تتحكم في العالم، هذا ما أراد قوله نص أحمد العقون الذي ينتهي على مشهد حرق شخص ما لنفسه منتحرا وتعالي الصراخ في الكواليس ايحاءً او اشارة الي ما سمي بالربيع العربي. باختصار شديد هكذا فهمت النص الذي كتب بلغة بسيطة وحتى سطحية لا جهد فيها، لغة الحديث اليومي في الشارع. كما أن الأحداث لا جديد فيها بل هي في أغلبها رصد لما يقوله الشارع في المقاهي وما تكتبه الصحف عن ذلك وعن بعض الوقائع السياسية دون جهد في البحث أو تعمق في الطرح. وقد لجأ العقون كاتب النص الى جملة من الايحاءات الجنسية، خاصة ليغطي بها على ما في النص من ضعف وقد نجح الى حد ما فيما سعى إليه. وفي مقابل ضعف النص نجح أحمد العقون في الاخراج الى حد بعيد وأظهر قدرة كبيرة في التحكم في إدارة الممثلين فوق الركح، وفي استخدام الركح بتقسيماته الهندسية. وقد غطى كل ذلك على الضعف الملحوظ في النص.

 

كذلك شخصيا لم أفهم اقحام الجزء الثاني والأخير في العرض وقصة الوالي وموت الخليفة، وهي قصة من التاريخ القديم وتم ادماجها مع الجزء الأول من الحكاية والذي هو من الواقع الحالي. وكان الأحسن لو استمر العقون في نصه في الراهن دون اللجوء الى هذا الجزء والذي لا مبرر له ولا محل له من الإعراب من وجهة نظري في نص أراد كاتبه أن يتحدث عن الصفقات السياسية بين عالم متخلف وعالم متقدم وصولا الي حركات التمرد خاصة في البلاد العربية والتي سميت هي كذلك من طرف الغرب بالربيع العربي.

صراحة ليس مطلوبا من المخرج كتابة نص، كما أنه ليس مطلوبا من كاتب نص إخراجه، وفي الأغلب قليلون هم من نجحوا في الكتابة وإخراج نصوصهم بأنفسهم. والقول الفصل والأخير عن عرض مسرح سكيكدة الجديد والذي أبان فيه أحمد العقون أنه أراد أن يؤكد معرفته بمنهج برتولد بريخت ومفهوم التغريب في مسرحه وقد نجح الي حد ما في الأمر.

خلاصة القول أن نجاح العرض يرجع بالدرجة الأولى إلى كوكبة الممثلين الذين جسدوا شخصيات نص العقون وتحكم هو في ادارتهم فوق الركح، فالأداء الجيد لكل من سيف الدين بوها الفنان وصابر عميور وجلال دراوي وشيدوح وأسماء أخرى هي التي أنقذت العرض وضعف النص المكتوب بلغة مباشرة وشعارات سياسية كانت من ميزات مسرح الهواة في السبعينات.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.