كلباء للمسرحيات القصيرة، منصة مهمة للهواة وللتجريب وللمواهب

ورشة فن - مسرح

0 878

أحمد الماجد- العراق

يتفرد مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي اختتم قبل أيام أعمال دورته الثامنة 2019 ، بمنحه بطاقة المشاركة لكل باحث عن فرصة الدخول إلى عوالم المسرح دون شرط التقديم عبر بوابات الفرقة المسرحية، إذ يؤسس المهرجان بذلك نحو صناعة كوادر جديدة تعتمد على ذاتها وأدواتها دون الإتكال على الفرق، بدءً باختيار النص وإعداده واختيار فريق العمل وقيادته ومن ثمّ تقديم العرض خلال المهرجان.

ومنذ انطلاقته في العام 2012 وهذا المهرجان يداوم على نهجه الذي اختاره في احتضان وتأهيل المواهب المسرحية والقيام عبر الورش والعروض والندوات التي تقام في كل دورة بتزويد المشهد المسرحي المحلي بأسماء جديدة جاءت انطلاقتهم من هذا المحفل نحو مساقط الأضواء والتميز والشهرة. إذ تواصل إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، الجهة المنظمة للمهرجان، سعيها نحو تطوير هذه التظاهرة من خلال تحصين المهرجان بأسباب استمراريته عبر مراجعة مستمرة لآلية المشاركة ومستوى العروض وأعمال لجان الاختيار والتحكيم وأشكال ومضامين الملتقيات والندوات المصاحبة، كيما يحقق أهدافه ويتمكن من إيصال رسالات المسرح التنويرية، وجعله ممارسه اجتماعية يحرص الجميع على التفاعل معها والتواجد في لياليها.

صورة ذات صلة

المهرجان ورغم بعده الجغرافي عن مدينة الشارقة، إلا أنه حظي بالاهتمام والرعاية الكاملة، وبتغطية إعلامية تمكنت من إيصال تفاصيل عروضه وأمسياته إلى كل مهتم ومطلع. فمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة حدث مسرحي مهم ومؤثر، ربط الجديد بأقدم القديم عبر خصوصية تحلى بها المهرجان في إعادة إحياء ما اندثر من نصوص مسرحية عالمية برؤى شبابية مغايرة نالت من خلالها تلك النصوص حياة إضافية على الخشبة.

إن أهم علامات هذا المهرجان الفارقة، هي الورش المسرحية التي تقام على قبل انطلاقة المهرجان للمسرحيين المشاركين وقبل فترة كافية من انطلاق المهرجان، إذ أن حضورها والانتظام فيه إلزامي وشرط من شروط المشاركة. بهذا الشرط، وضعت إدارة المهرجان يدها على العلّة التي عانت منها بعض عروضه في دوراته السابقة، والتي في مقدمتها إحجام المشاركين وخاصة المخرجين وتكاسلهم عن حضور مثل هذه الورش التي ما وضعت إلا لتأهيل المشارك وتنمية مواهبه وتطويرها، والتي ما قام المهرجان واستمر إلا من أجل الوصول إلى هذه الغاية والإصرار على تحقيقها.

ومن ناحية أخرى فإن المهرجان يفرض على المخرج والممثلين العمل بميزانيات صغيرة جدا، وبتجهيزات مقتضبة من ناحية الديكور والإكسسوارات، وذلك لكي يستغل المخرج قدرات الممثل ويحفز مواهبه الإبداعية للتعبير بجسده عن مختلف الحالات، باعتبار أن التمثيل هو حجر الزاوية في العمل المسرحي، وأن الممثل هو كل شيء على الخشبة، فبحركاته وكلماته وتعبيراته الجسدية يستطيع يعوض عن الديكور والإكسسوارات وجميع عناصر العرض الأخرى، وما سواه ليس سوى عناصر مساعدة له، ومن هنا فإن المهرجان يعود بالمشاركين فيه إلى الأصل الذي بني عليه المسرح لكي يبدأوا من هناك، ويرتقوا في تجربة أصيلة صحيحة، فالمهرجان هو منصة للهواة على وجه الخصوص، من الشباب الراغبين في العمل المسرحي، إنه يهتم باولئك المتحمسين من أجل أن يجربوا قدراتهم في مجال العمل الفني، فيتيح لهم فرصة التجريب والممارسة واكتشاف الذات في جو بني على أصول العمل المسرحي، الذي ينطلق من تلازم النص والممثل، فهذا المهرجان يكفل للمخرجين الشباب الذين هم في طور التعلم والدريب، أن يتعاملوا مع نصوص درامية عالمية لكتاب كانت لهم بصمتهم في عالم المسرح، ما يجعل الخوض في تلك النصوص هو خوض في أعماق المسرح، والتعامل معها هو اكتشاف لجزئيات العمل المسرحي.

كما يتميز هذا المهرجان عن المهرجانات الأخرى التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمنحه جوائز تقديرية وعينية يومياً للممثلين المشاركين تعتمد نتائجها على تصويت الجمهور، مما أوجد نوعاً من التواصل التفاعلي بين الممثلين وجمهورهم، بالإضافة إلى العديد من الجوائز التشجيعية والتحفيزية في مساءات مسرحية أقمارها الشباب ونجومها جمهور حريص على أن يكون جزءاً فاعلاً في هذه التظاهرة.

لقد كفل هذا المهرجان للمخرجين الشباب الذين هم في طور التعلم والدريب، أن يتعاملوا مع نصوص درامية لكتّاب كانت لهم بصمتهم في عالم المسرح، ما يجعل الخوض في تلك النصوص هو خوض في أعماق المسرح، والتعامل معه هو اكتشاف لجزئيات العمل المسرحي.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.