أنتمي إلى ورق الصفصاف، عائلتي أثمرت من أوراق جمعتها الريح والطير من أنواع وبقاع شتى، ولدت في سن الخامسة والستين؛ أي بعد أن بلغت من الطفولة عتياً.
في أصابعي التي تسللت بعد صراع طويل مع كف يدي، وجدتني بثلاثة أصابع ولا غير، هكذا رأيت الرؤيا وأنا أطرق باب التأويل والتفسيرات،
قلت وأنا أتبع أثر ريح هل من ظل أتوسده أو ضفة من نهر يابس أشرب منه ما تبقى لي من الأسئلة؟
الهزيمة أن تجري من دون أن تكون لديك عكاز! الهزيمة أن تقف ذليلا أمام الشمس كي تحتمي من حرارة المعنى!
قال لي أبي
لا تكن حطابًا فيهز مهدك الموتى والعاطل ومن باعه الدرب،
وقالت أمي، وهي تضع حملها فوق كتفيها وتفرش له قلبها،
يا من ريش طعامه شجر الصبار وبيته أرض البحار، لا تذهب بحبات القمح حيث النبع فيدوسك الأعداء والفضوليون وذوي العاهات، احذر رأسك من عري الكلمات؛ فليس للفلاح سوى حصاد الخسارات في موسم الندم.
يالهذه النجوم الغائرة في قلبي، يالهذا الفج وهو يصغي الى تأويه ثوب الفقد.
يا رب الحنين من اكتشف الحنين؟
مَن ألبس هذه الغابة اثواب السواد؟
يعود كل أصدقائي من نطفهم فيكونون أولياء وبررة في الدم والحروب، يعودون كل يوم على متن الوداعات وأزرار اشتياقهم تجلد النوافذ والأبواب.
يا أبتي اتعرف كيف يئن الماء؟ كيف يذرف الغيم الدمع تلو الدمع؟
آه من يسمع الليل وهو يتنهد؟
تعال ايها الكلام، تعال نخضب ورق خطايانا بلباس من ضوء
تعال ندفع هذه العربة بقلوبنا
فكل الأحلام آفات
وكل الصواب جهنم صاحبه.