حســـين حســـن التـلســـــــيني – العراق
عينـــــاكِ مِحْبـرتـانِ للشــــــعراءِ
ثمــــرٌ يُمـزِّقُ آهــــــــةَ الفـقـــراءِ
نجمـــانِ درويشـــــانِ بالإســـراءِ
بالسُّــــنَّةِ الخضـــراءِ والغـراءِ
وخُيــُـوطُ دمعهـمـا دلاءُ سَمَـاءِ
وفـؤادُكِ الرَّقـراق زمـــــزم مــاءِ
وعلى ضفافِ عُروقِكِ البيضاءِ
خيـمُ التـقى نارٌ علـى البغضـاءِ
فيهــا حدائــــقُ عِفــــةِ الأنـــــــداءِ
فيهـا رســـــولُ الأنفـسِ الجــرداءِ
*****
أمـي رداءُ قـصيـــــدتي العـــــــذراءِ
وشــذا وكحـلُ عَـروضِهـا الحوْراءِ
هـي مَـنْ تُــبَعـِّـدُهـــــا عـن الإقـــواءِ
وَحَضِـيـضـهــا الظَّمـــــــآن للأدواءِ
هـي هـالـــــةٌ مـن مكــــة العَليــــاءِ
وَعَـصـــــاً بـكـفِّ الليــلـــةِ العَميـــاءِ
ألِـــفٌ تَـفيــضُ إلــى تُـخومِ اليـــــاءِ
لِتَـظَـلَّ غيـثـــــاً فـي سَــــمَا الأحيـــاءِ
تـســقي بـفـاتحــةِ الهُـــدى الكَحْــلاءِ
أمواتَــــكُمْ فـــي الليلــــــةِ الليـــــــلاءِ
وَلِأمَّهــــاتِ الرحمــــةِ السَّـمْـحــــــــاءِ
خـفـقـــاتُ آيــاتِ الهُدى الفَيْـحــــاءِ
*****
أمي حِـــراءُ الكَتْـــمِ فـي الضَّــــــرَّاءِ
نــــــورٌ يُمَــــــزِّقُ ظُـــلْـــمَــــــةَ الآراءِ
هـــي زهــــرةٌ فــــي راحــــةِ الإرواءِ
وفــؤادُ يـوســفَ قــاهــرُ الأهـــواءِ
وترى الذنوبَ من اللظى الحَمْـقاءِ
وخلاصُنـــــــا بالتــوبـــــةِ الزرقــــــــــاءِ
هي صوتُ اقــرأْ لاصــدى البــلداءِ
سَجَّــــادةٌ تـروي تقـــى الشـــهــــداءِ
هي نســـمةٌ طــرَقتْ بكفِّ المــــــاءِ
وَبِغــــرَّةِ الأســمـــاءِ فــي الظلمـــاءِ
للصَّــوْم تُوقِـــظُ أمَّــةَ العَـصْـمــــــاءِ
للهِ تســجُــــدُ مِثــــــــلَ مَــــوْج المــــاءِ
وَتَـعـَشَّـشَــتْ بكتابــــــهِ الوضـــــــــاءِ
وَتَـــزَمَّلَتْ بالسُّنـــــــةِ البـيـضــــــــــــاءِ
*****
أمي عِمـامـــةُ روضـــــــةِ الحِنـــــــــاءِ
ومنـــــــــارةٌ لفــــراتـنـا الغنــــــــــــــاءِ
فيهـــا تُــؤذنُ دجلتـــــي الحَسْــنـــــــاءِ
فيهـــا صــلاةُ النـــــور لاالشَّحْـنــــــــاءِ
لاجِـنَّ في أعـمـاقـهـــا الـوضَّـــــــــــاءِ
فَـقَـوارِعُ القـــرآنِ فـي الأعـضــــــــاءِ
كانتْ بَريــــــدَ وَبسْمــــــةَ الجـــــوزاءِ
ودواءَهــــــــــا في ليلــــــــــــةِ الأرزاءِ
كانتْ نخيــــــلَ جَنـائــن الغَـبـــــْـراءِ
ظلتْ طَريــــدَةَ مِعْـوَلِ الصحـــراءِ
*****
أمي فـراتُ الأحــــــــرفِ الـزَّهْــــــراءِ
ودمٌ لقلبِ الليلــــــــــــةِ القمــــــراءِ
وَسَحابَــــــةٌ حُوريَّـــــــــةُ الأحشــــــاءِ
لـمْ تَـنْهـَمِـرْ لجهنــــــــم الفحْشـــــاءِ
نافــــورةٌ حَمَلتْ أسـى الغــربـــــــاءِ
وحمامـــةٌ ضمّـَتْ شــذا الخُطبــــاءِ
وتـقـيَّـــــةٌ كمدينــــــةِ الحَدبــــــــــــــاءِ
لمْ تَـلتَــقِــطْ كُحـلاً مـن الحِـرْبـــــــــــاءِ
دَقــاتُ خافـقهـــا صـــــدى الأجــــــواء
ســربُ القـطــا لمدينــــةِ الأضــــــواءِ
وحُـروفُهـــا جَمْـعٌ مـن السُّــــــفـــــــراءِ
تـحكــي جــراحَ القـــدسِ للشـــــــــعراءِ
*****
لكَ ياإلـــهَ الخَلْـقِ فـــاضَ دُعـائـي
مَنْ للدُّعـــــاءِ ســـــواكَ خيـرُ وعـاءِ
ياجـامِـــــعَ الأرواحِ والأشــــــــــــــلاءِ
افتــــــــــحْ لأمـي جنـــــــــــــةَ الآلاءِ
فجيـوبهـــا الحلـوى أكـف سخـــاءِ
وبها الصغــار بفرحــــةٍ ورخــــاءِ
ودمـاؤهـــا ضوئيــــة الأرجـــــاءِ
لـمْ تلتـحـفْ بالظلمــــةِ العــرجـاءِ