شرائح مجهريّة

1 1٬193

عبود الجابري – العراق

 

 

كنتُ قد أوصدتُ باب المنزل

واتكّأتُ عليها

فارغة كانت خزانةُ الأحذية

عندما عبرَتْ على عجلٍ

أعوامي الحافية

••••

غالباً ما أحنًّ إليه

وحين تأخذني قدماي مصادفة

إلى هناك

أتأمله بشغف

كما لو أنّني أشكره

الشارع الذي عثرت فيه

على ثلاثة دنانير

كانت تتراقص في الهواء

••••

في ثلّاجة الكوكا كولا

عثرتُ على جدول الضرب

أكثرُ من قنّينة زجاجيّة

لتضربَ رأسك

ثم تفكّر بمن يَليك

••••

ليس للرغيف يدٌ

وذلك يعني أنه بلا خاتم زواج

كيف لي إذن

أن أخبر أولادي

أنّه مرتبطٌ

ويفكّر بالإنجاب

••••

بلا دعوة يحضر الربّ

يأكل ماتبقّى لدينا

من خبز يابس

ويشرب

قارورة الماء الوحيدة

يتأمّل وجوهنا الشاحبة

ثم يهزّ يده هازئاً

ويمضي

••••

في حفل الزفاف

ثمّة صائغ

يرسم بأسى شديد

صورة حزينة

لعروس تقصده فيما بعد

كي تبيع مجوهراتها

••••

ليس لديّ ما أبيعه لأحد

مثلما لا أملك

ما أبيعه من أجل أحد

كل ما أملكه

اقترضه من نفسي

وأسدّد ديوني

بسجائر

أحرق بها ذاكرة الشهود

••••

هناك في آخر حويصلة من رئتي

يتعفّن خزيني

من التبغ والكبريت

بينما أتمدّد على فراشي

منتظراً بلهفة

من يشعل اللفافة الأخيرة

••••

أنت أيّها الأصمّ

أيّها الأعمى

كنت أخاطبك

لكنّك لم تلتفت إليّ

 

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. وسام هاشم يقول

    جمال عبود الجابري المتوقع دائما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.