الفنان الجزائري شمس الدين بلعربي … دخل هوليود برسومه للملصقات السينمائية العالمية

0 645

قحطان جاسم جواد – العراق

فنان بالفطرة تعلم الرسم بلا معلم أو أكاديمية كما تعلم العزف الموسيقي بلا معلم من خلال المطالعة والاختلاط بالفنانين وحقق شيئا جيدا في مجال رسم الملصقات السينمائية (الأفيشات)، وأصبح مختصا برسم الأفلام الهوليودية والعالمية، للتعرف على هذا الفنان الجزائري نتركه يقدم نفسه للقراء: “اسمي شمس الدين بلعربي، فنان تشكيلي متخصص في تصميم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية، أي عن طريق الرسم من مواليد 14 فيفري 1987 ببلدة عين تادلس ولاية مستغانم. في البداية كنت أعيش في قرية صغيرة أرعي الغنم مع المرحوم خالي وبينما كنت أمارس مهنة رعي الغنم في سن الخامسة كانت تمر بجانبي صفحات الجرائد وكانت تجذبني الصور البراقة لنجوم السينما فالتقط هذه الجرائد من على الأرض واتمعن فيها وارسمها بالعود على الرمال. وعندما بلغت سن السادسة انتقلت الى المدينة لكي أدخل الى المدرسة وفيها بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي، وبدأت أعطي الأهمية لمادة الرسم أكثر من باقي المواد مثل الرياضيات والفيزياء. كنت من عائلة فقيرة جدا واضطررت الى التوقف عن الدراسة والخروج الى الشارع لامتهان الرسم كحرفة مثل تزيين المحلات التجارية والديكور، لكن الشارع قاسي جداً فتعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقاتي الفنية، وفي بعض الأحيان كنت أعمل عند أشخاص وعندما اطلب اجراً مقابل عملي كنت أتعرض للتهديد وكنت صغيراً آنذاك، وعندما أسير بجانب قاعات السينما أشاهد الافيشات وصورها الضخمة لنجوم السينما عند أبواب القاعة وعندما أعود الى البيت أرسم كل ما شاهدته على أوراق الرسم. والمشكلة أني كنت أعيش في بيت سقفه مهدم جزئياً وكنا نعاني في فصل الشتاء من تسرب مياه الامطار وقد تلفت الكثير من رسوماتي بسبب ذلك”، وسألته عما فعله حينها، فأجاب” بدأت أفكر بإرسال أعمالي الفنية الى الخارج، وفعلاً أرسلت كل الرسومات الى شركات الانتاج السينمائية عن طريق البريد وبقيت انتظر على أحر من الجمر حتي جاء اليوم الذي تلقيت فيه رسالة من منتج ارجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود وعرف بأعمالي في الأوساط السينمائية، وبدأت أتلقى الطلبات من المخرجين والمنتجين وعملت الكثير من ملصقات الأفلام العالمية ومن هذه الافلام : The News.. و Honor و Garra Mortal و Bucks of America

ويكمل حكايته، وحكاية ملصقات الأفلام” بعدها جاء وفد من خبراء سينمائيين الي الجزائر وكرموني في حفل كبير على أساس أني آخر عربي وافريقي ما زال يصمم بالطريقة التقليدية أي بالرسم باليد”، وعن شعوره وقت التكريم، قال: “شعور بفرح غامر واعتزاز كبير لأنني نشرت الثقافة العربية الحقيقية ثقافة الكرم والمحبة والتسامح في الأوساط الأوروبية والعالمية وسجلت اسمي واسم بلدي في المحافل الدولية وتم تسجيل اسمي في القاموس العالمي للسينما العالمية”.

وسألته عن الرسم، أين تعلمه، فكانت إجابته” لم اتعلم الرسم في مدرسة أكاديمية بل نميت موهبتي عن طريق المطالعة والبحث والاكتشاف والمراسلة وكان لي أصدقاء فنانين عراقيين وعرب لم يبخلوا عني بالنصيحة والإرشاد”، وعن الأشياء الأخرى التي يرسمها غير ملصقات الأفلام، سألته فأجاب “أرسم المناظر الطبيعية والشخصيات العربية الرياضية والثقافية وأمارس الزخرفة والخط العربي “، وسالته عن الفرصة السانحة لأن يدرس الرسم أكاديميا ولماذا لا يجرب حظه، فذكر الظروف القاسية  التي لم تسمح له بالدراسة والتي جعلته يغادر المدرسة باكراً والعمل لكسب قوة يوم، وذكر بلعربي أنه  تأثر بالكثير من الفنانين على غرار الفنان لورين مالكيت والاستاذ وليد التلباني والفنان توم باشتيل والفنان فان غوغ والفنان جاسم بهلول، ويصف علاقته بالألوان بأنها علاقة روحية “فروحي والالوان متلازمين تلازم الكف و القفاز”، ويميل الفنان إلى المدرسة الواقعية لكونها مفهومة عند كافة الطبقات الثقافية والاجتماعية،  ويميل لكل الألوان “فلكل لون بريقه وجماله الخاص لكن لكل فنان ميولات نحو ألوان مفضلة لديه مثله مثل أي فنان في مجال آخر فمثلاً الموسيقي يعزف كل المقامات لكن هناك من يفضل مقام الرست وهناك من يحب الحجاز أو النهاوند فأنا أميل الى اللون الاحمر والأرجواني والأزرق الغالي لأنها تعطي للافيش بريقا خاصاً.

أجمل عبارة قيلت عنك؟، سألته فأجاب “الفنان الكبير أحمد علي سالم الذي مثل دور الصحابي الجليل بلال بن رباح في فيلم (الرسالة) حيث قال عندما رأى أعمالي الفنية: شكرا جزيلا للفنان الجميل شمس الدين بلعربي الفنان الرائع أدعو الله أن يعيده عن كل سوء ومكروه بإذن الله تبارك وتعالى. تحياتي وتقديري واحترامي. وقال عني الفنان المصري الكبير محمد صبحي حينما رآني اعزف على الكمان لأن الموسيقى هوايتي أيضا اضافة الى الرسم فقال: ابني الغالي بلعربي شمس الدين من البلد الحبيب الغالية الجزائر.. كل الحب والاحترام والتحية لرسالتك الرقيقة وإبداعك في الرسم وكذلك العزف على الكمان وهي هوايتي من الصغر. دعواتي لك بالنجاح والتألق وللجزائر بالتقدم والاستقرار”.

وتمنى الفنان المتألق شمس الدين بلعربي ” أن يعم السلام كل شبر من وطننا العربي الغالي وأتمنى السلام لكل العالم لأننا أمة السلام والإبداع والثقافة الأصيلة”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.