علاقي

0 514

حسن الشحرة – السعودية

كلما شاهدته في محفل مهيب، وهو كثيرًا ما يرتادها، أو ألتقيته صدفة في مكان عام، أشعر نحوه بامتنان عميق، وود لا يخبو ولا ينطفئ. رجل شهم، سخي اليد والنفس، بشوش، تجاوز عمره الخمسين بكثير، في طبعه جرأة وإقدام، وفيه ميل قوي لفعل الخير، والتخلق بأخلاق أهل الفضل.

تجاورنا فترة من الزمن، في ثمانينات القرن الماضي الميلادية، ورغم تباعد البيوت مكانيًا، كما هو معروف في قرى جبال السروات، إلا أن ذلك لا يمنع الناس من التلاقي، ومد أواصر الإخاء والحب.

كان على مقربة من بيتنا، ملعب ترابي، نمارس فيه رياضة كرة القدم، بواسطة أقمشة بالية، نلفها حتى تغدو تشبه الكرة.

في عصر أحد الأيام جيء لنا بإبريق “براد شاي” وكان في ذلك الزمن يعد شيئًا نفيسًا، لا يمكن الظفر به كل يوم. ولسوء حظي، فقد أتى الشاربون عليه كله، ولم يتبق لي أي شيء منه، فغضبت ولذت بالبكاء، ولم يتعد عمري حينها الخامسة، على وجه التقريب؛ لكن “مفرح”، وهذا اسمه، لم يدع الأمر يمر بهدوء، بل بادر إلى خلع ” فانيلته” كنوع من الترضية لي، ففرحت بها فرحا جما لا ينسى، ولا أزال أتذكر لونها الباهت، والبقع التي عليها؛ جراء العرق والغبار.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.