قريتي التي تشبهني

0 669
تشبهني قريتي وأنا أشبهها. أشبهُ سكّانها ومساكنهم البسيطة. تشبهُ روحي خطواتُ الأطفال السريعة في الطُرقات ضحكهم وبكاءهم كذلك البيوتُ المتهالكة، الآيلة للسقوط.. تشبهُ روحي تفاصيلها الصغيرة
جُدرانها التي يكاد لونها يختفي بفعل الأطفال والمراهقين الذين لا يتوقفون عن خَطِّ مشاعرهم عليها تعبيرًا عمّا يعتريهم من فرحٍ وحزن، من حلمٍ وغضب. وزِقاقها التي شهدت عِدة أجيال وعَرفت معنى أن يصير الشعرُ الأسود أبيضًا والوجهُ المشدود مجعّدًا والظهرُ المتصلّبُ كشجرةِ تثور قوسًا!.
يشبهُ روحي أنينُ الجدّات، وحكاياتهن التي يتلونها قُبيل النوم، دعواتُهن الغيمة الماطِرة على قلوب الأحفاد، كذلك نساء هذه القرية متسربلات بالأسود في سيرهن للجارات..صمتهن وصراخهن! خوفهن ومقاومتهن في سكوتهن وثورتهنّ.
كذلك رجال القرية على عتبات بيوتهم في حديثهم عن السياسة واليوميات وعن غلاء الأسعار الذي يرهق كاهل جيوبهم يشبهني، دخانُ سجائرهم تمحيه زحمة الفراغ!
يشبهني غضبُ أهل القرية من ضيق قريتهم حتّى شواهد القبور, صمتها المريب وحِسُها الغريب !
وأنا
أحسني طينٌ من طينِ القرية، بكل حسناتها و سيئاتها
بكل ما تحويه من راحةٍ ووجع وبكل نقائضها المستمرة كوسنِ الآرِق
وأحسها على روحي
خريطتها المتعرّجة الحواف
تشبهني جدًا, وأحسها كما يحسُّ الثائرُ في ميدانه ووطنه.
قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.