قمرُ آخر على كُرة الكورونا الزرقاء

1 499

أمجد المحسن – السعودية

 

قمرُ آخر على كُرة الكورونا الزرقاء

– ماذا فعلتَ أيّامَ الَحْجر؟

سيسألُك مَنْ شَهِدَ وَمَنْ لم يشْهَدْ.

ويستفتي ساخرٌ عن عِدَّةِ الكوفيد 19، وكلٌّ يُفتي.

قرَّرتُ متابعة مُسلسل، – لا مزاج لديَّ للمسلسلات -، لكنّ السلسلةَ واقعٌ، حتى بلغتُ فيه شوطًا لا بأس به،

وانتهتْ أيام النّفيِ ولم أستأنفْه حتى الآن.

الكُرةُ مُكَمَّمَةٌ كإيموجي ظريف،

لكنَّ البردَ قارسٌ في الخارج،

وفي العَزْل ناجونُ من السّأم بشاشاتٍ مُضيئةٍ

نكايةً بقَمَر منتصَف الشّهر.

صُندوقٌ زجاجيٌّ يُمنعُ لمْسُ ما فيه حتّى حينٍ.

قفَصٌ افتراضيٌّ قرَّرَهُ العالَم كُلُّه لشخصٍ ما،

بِمُحلَّفينَ بعدد البشر جميعًا.

الخيالُ يربِّي أفراسَهُ في الغُرَفِ المُغلقة،

وحدهُ من اعتاد أن لا يصحَبَ خيالَهُ، هو أكثرُ المتضرِّرين بالزلزالِ وتوابعه.

أمّا حيّ بن يقظان فلمْ يُعلِّقْ…

لكنّه هو ذاته سيحتاجُ غزالةً أو فراشةً أو شجرةً للأخذ والردّ.

ها..

كم فيلمًا شاهدتَ حتى الآن؟.

سأتصلُ به، ذلكَ العاملَ الغريبَ الذي أُصيبَ. أتصوَّرُهُ على خشبةٍ وحيدً ا في اللجّة. جهازُه مغلق. سأرسِلُ له رسالةً. رسالة واحدةٌ قد تُفرِحُ نَباتاته.

الأرضُ ما تزالُ زرقاءَ،

والقَمَرُ ناصعٌ كزرِّ ثوبٍ أو كنافذةِ تطلُّ على نهارٍ في الجهةِ الأخرى من الليل.

– والآن.. كيف شعُرتَ حين انزلقَ مزلاج الباب، وخرجتَ؟!

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. Rali يقول

    جميل جدا بوركت وسلمت قريحتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.