اللوحة تنتهي حينما ينحدر الضوء

حوار مع التشكيلية العراقية ميادة الأمارة

0 465

حاورها عمّار عبد الخالق – العراق

عمار: مِن أينَ بدأت ميادة الإمارة؟ ومتى ستنتهي؟

ميادة: لايبدأُ الإنسان إلا حينما ينتهي النصيب الأكبر من المحاولات والتجارب. ولا ينتهي إلا حينما ينتهي الطموح ولن انتهي .

عمار: ما هي أهمّ المنعطفاتِ، تلك، التي رسمت مسيرتك الفنيّة؟

ميادة: بعدَ النجاة المتكررة، من تلك الاغتيالات التي حاولت تشويه الخرائط الروحيّة، التي خطط لها القدر، رسمتُ ذاتي، على كلّ جدران البقاء.

عمار: ما أهمُ مرسم فنيٍّ، تبحثين عنه؟

ميادة: مرسمُ الذات، من أهمّ المراسم التي ابحثُ عنها. وما أجمل الإنسانيّة حينما أجسدها بملامحَ بريئةٍ وألوان تدعو الجميع للانتباه وللاستمرار.

عمار: متى تخرجين من إطار الواقعيّة، والمعارض، والمشاركات المحليّة؟ وهل تفكرين بالانتقال إلى تلك المحافل الإقليميّة؟

ميادة: الواقعيّة هيَ محاكاة للواقع، ونحنُ أبناء الواقع؛ وكلّ فنّان يبحث عن وجوده، من خلال الأفكار، التي تدور في مخيلته الواقعية. أمّا على نطاق المشاركات، فغياب الإعلام والإقصاء والتهميش الذي يعاني منهُ الفنّان العراقيّ، هوَ أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يدور حولَ مكانه. أمّا على صعيد الانتقال، فمن خلال هذهِ المنصة، أناشد كل الجهات الإقليميّة والعالميّة المهتمّة بالفن ان تسلّط الضوء على الفن التشكيليّ العراقيّ.

عمار: حدثينا بتفصيلٍ وجيز، عن مؤسسة سومر الفنيّة لتنمية المواهب، وما تأثيرُها في منجزكِ الفنيّ؟

ميادة: مؤسسة سومر ولدت من رحم المعاناة، والتجارب المريرة. حتى أشرقت بالحبّ والصدق والتنمية البشرية وتطوير المواهب والرعاية الشاملة. لكلّ الفئات المجتمعيّة وذلك بإقامة النشاطات المكثفة والورش، التي مهمتها بناء الذات الإنسانية بعيدًا عن الدعم الحكومي والمنظماتي أمّا تأثير المؤسسة فكان إيجابيًّا، على طول الوقت. وباختصار مؤسستي (صومعتي).

عمار: عطيني متحفًا، وسوف أملؤوه. كيف تقيّمينَ أداء نقابة الفنانين التشكيليين، في العراق؟

ميادة: لا أستطيع الخوض، ولا التقييم، لدور النقابة وأدائها، لعدة اسباب، لكن باختصار، لو كان لديها الكثير لما قدّمت القليل.

عمار: أينَ تكمُنُ اللوحة؟

ميادة: تكمن في ذات الفنّان، وفي ضمير المتابع، وعلى جدار الأيام القادمة، بشغف نحو جمال الفنّ التشكيليّ.

عمار: الرسمُ طريقةٌ أخرى لكتابةِ المذكّرات”. هلْ تُعتَبرُ لوحاتُكِ مذكّراتٍ؛ لإعادةِ تدوينِ موروثِ البصرة؟

ميادة: لوحاتي دوّنتُ بها الكثير من ملامحي، وتعابيري المعنوية، وجمال زمنيّة المرحلة الطفولية، في أغلب الأحيان. وحاولت بإيجازٍ مفصّل أن أعطي جزءًا من ألواني للوجهِ الكليّ لموروث البصرة الفيحاء.

عمار: هل عالجتِ في لوحاتِكِ بعضًا من المفاهيمِ والمتغيّراتِ المجتمعيّة؟

ميادة: أتمنى أن أتّسع لأعالج الكثير من التراكمات النفسيّة، والمتغيرات الطارئة، على المكوّنات الاجتماعيّة. وتحقق أغلب ما تمنيتُهُ، في دعم المرأة وتمكينها؛ من خلال إقامة الدورات والمعارض الفنيّة؛ لكن كلما ضاقت دائرة الدعم كلما تحجّمت الكثير من الطموحات.

عمار: متى تكبرُ لوحةٌ ما؟ ومتى تنْتهي؟

ميادة: تكبر حينما يتسع الأفق. وتنتهي حينما ينحدر الضوء.

عمار: يُقالُ في علم النفس “إنَّ الإنسانَ طفلٌ كبيرٌ ماذا بقيَ عالقًا من تلك الطفولةِ الذي تتغذّينَ عليه فنًّا اليوم؟

ميادة: طفولتي مركّبة، فهذا الانعكاس المُكلل بالألوان الجميلة، والنجاح الواضح، هوَ وجه آخر لحيوية فترة الطفولة، ونضوجها المبكر بالحلم والهدف والوصول.

عمار: هل لديك مخاوفُ من “التابوهات الاجتماعيّة”، بعد صناعةِ اللوحة؟

ميادة: شخصية اللوحة هيَ الضفّة والجانب الآخر، من شخصية الفنّان؛ فحينما تولد اللوحة، تولد الكثير من الصراعات والتحديّات والتساؤلات والتأملات، التي تتلاشى. عند النقطة، التي أحاولُ الوصول لها بكسرِ القيد.

عمار: سرُّ الفنّ يكمنُ في أن تَجد بدلًا من أن تبحث “، عما تبحثين، وأنتَ تنظرين بعين الملتقي إلى لوحاتك؟

ميادة: أبحثُ عن التكامل في زواياها الأربعة، والأصعب من ذلك أنني أبحثُ عن زاويةٍ خامسة، لطموحي وتفردّي.

عمار: كيف تشاهدين الفرشاةَ الشبابيّةَ، التي ترسم الآن ؟

ميادة: أرى فيها الكثير من الجمال؛ لكنني أدعوها إلى الكثير من المثابرة.

عمار: ماهي وصاياك الأخيرة التي توصين اللوحة بها؟

ميادة: كوني كوجهي بذلك الجمال، وبتلكَ البراءة، واكتبي لاسمي الخلود، بين زحام الأسماء والأزمان والأماكن.

ميادة الأمارة

ـ فنّانة تشكيليّة، عراقية، ولدت في البصرة.

ــ خريجة كلية الآداب ـ قسم المكتبات.

ــ رئيسة مؤسسة سومر لتنمية المواهب الفنية.

ـ شاركت في العديد، من الفعاليات والمعارض الفنيّة في البصرة. ولديها معرض شخصيٌّ، بعنوان (إطلالة سومرية) الذي أُقيم في فندق شيراتون البصرة.

ــ ساهمت في تأسيس مجموعات فنية إلكترونيّة، وعلى أرض الواقع: مثل مجموعة سومريون، وبيج فن العمالقة.  كذلك إقامة المعارض الفنيّة للشباب، وتسليط الضوء على أعمالهم وإقامة المهرجانات، والفعاليات الفنيّة والثقافية التوعوية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.