ما رَوَتْهُ صُبَّارَة

0 735

محمد عرب صالح – مصر

 

ريمٌ عَلَى بِئْرِ الجَنُوبِ مُعَطَّشَةْ

رَسَّامَةُ الآهاتِ لَوْنَ الوَشْوَشَةْ

 

حَادٍ يَجُرُّ الهَوْدَجَيْنِ بِصَوْتِهِ

خَلْخالُها يَهْذي:

“رُوَيْدَكَ أنْجَشَةْ”

 

وجَديلَةُ الصَّحراءِ تَنْدَهُ غَيْمَها

لِيَعودَ مِنْ أقْصَى السَّرابِ، وتَفْرُشَهْ

 

كُنْ بَيْتَ شِعْرٍ للحُداةِ

مُرَقَّشًا بالدَّمعِ

يُقْرِئْكَ القَصيدُ “مُرَقَّشَهْ”

 

العابِرونَ..

الأُمْنِياتُ صَديقَةٌ

والذِّكْرَياتُ قبائِلٌ مُتَوَحِّشَةْ

 

عَشِقُوا

وفِي الدَّمِ يَحْمِلُونَ لقاءهُمْ

خَوْفَ الوَداعِ المُجْتَري أنْ يَخْدِشَهْ

 

يَهْذِي المُسافِرُ،

والحَكايا زادُهُ

والليلُ قَدْ جَمَعَ الحَنينَ وجَيَّشَهْ

 

في البَيْتِ

ما في البَيْتِ إلا عِطْرُها

والسَّلَّةُ المَلْأى بِدَمْعِ “المُشْمُشَةْ”

 

دَاري لِحاظَكِ إنَّ جُرْحِيَ غائِرٌ

ما عادَ يَحْتَمِلُ الّلحاظَ لِتَنْبُشَهْ

 

هذا قَمِيصي..

رُبَّما أغْوَيْتِهِ

حَتَّى تَحَرَّرَ مِنْ سُجونِ الأقْمِشَةْ

 

لم تَبْقَ في مَتْنِ الكِتابِ هَوامِشٌ

عنوانُهُ: “وَطَنٌ..”

تُرَى مَنْ هَمَّشَهْ؟!

 

ذِئْبٌ ينامُ على رَصيفٍ ساهِرٍ

يأْبَى الرصيفُ النَّوْمَ

كَيْ لا يَنْهَشَهْ

 

مِنْ عادَةِ الإنْسانِ يُدْهَشُ مَرَّةً

فإذا تَآلَفَ مَلَّ ما قَدْ أَدْهَشَهْ

 

الرِئْمَةُ انْكَفأَتْ

فصارتْ نِسْوَةً..

والبِئْرُ مَعْنى

والظَّهيرَةُ “أخْفَشَهْ”

 

ولَكَمْ بَكَى الصَّيَّادُ

ساعَةَ أنْ رَأَى

في صَدْرِهِنَّ الأُغْنِياتِ مُعَشِّشَةْ!

 

سَيَنامُ نَهْرٌ ما

وتَحْرُسُ ماءَهُ..

ريمٌ عَلَى بِئْرِ الجَنُوبِ مُعَطَّشَةْ

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.