مرثية إلى الخريف

0 321

ماجد سليمان ــ السعودية

في لَيْلِ بَنَاتِ آوى
بَيْتٌ يَرِنُّ العَزَاءُ بَيْنَ حُجُرَاتِهْ
الشُّرُودُ يَنْحَتُ الـمُعَزِّينَ تَـمَـاثِيْلْ
شَيْخٌ في السَّبْعِينْ
يَتَّكِئُ عَلَى ظِلِّ حَفِيْدِهْ
يَسْأَلُهُ:
ــــ خُذ الحيَاةَ وَخُذني
حَامِلاتُ الجِفَانِ يُعَزِّينَ القَمَرْ
يَدْلُفْنَ العَزَاءَ كَظلٍّ يُطِلُّ عَلَى عَطَشْ
نَشِيْجٌ يَسْبَحُ في الصُّدُورْ
مُفْلِتَاً عِقَالَ بَعِيْرِهْ
يَتَكَوَّمُ الـمُعَزُّونَ عَلَى صَمْتِهِمْ
تَاركِينَ رُؤوسَهُمْ عَلَى الرُّكَبْ
وعَلَيْهم تُوَزَّعُ سِلالُ التَّعَبْ
وَالعَزَاءُ كحَنْظَلَةٍ نـَمَتْ وَسْطَهُمْ
وأَشْوَاكُ البُكَاءْ
تَثْقُبُ الجُفُونْ
أُحَرِّكُ الوَقتَ بصَوتي
لأُوْقِظُ الصَّبْرَ النَّائِمْ
تَعْبَثُ يَدي فَجْأةً بِـخَصْرِ النَّهَارْ.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.