مرثية إلى الخريف
ماجد سليمان ــ السعودية
في لَيْلِ بَنَاتِ آوى
بَيْتٌ يَرِنُّ العَزَاءُ بَيْنَ حُجُرَاتِهْ
الشُّرُودُ يَنْحَتُ الـمُعَزِّينَ تَـمَـاثِيْلْ
شَيْخٌ في السَّبْعِينْ
يَتَّكِئُ عَلَى ظِلِّ حَفِيْدِهْ
يَسْأَلُهُ:
ــــ خُذ الحيَاةَ وَخُذني
حَامِلاتُ الجِفَانِ يُعَزِّينَ القَمَرْ
يَدْلُفْنَ العَزَاءَ كَظلٍّ يُطِلُّ عَلَى عَطَشْ
نَشِيْجٌ يَسْبَحُ في الصُّدُورْ
مُفْلِتَاً عِقَالَ بَعِيْرِهْ
يَتَكَوَّمُ الـمُعَزُّونَ عَلَى صَمْتِهِمْ
تَاركِينَ رُؤوسَهُمْ عَلَى الرُّكَبْ
وعَلَيْهم تُوَزَّعُ سِلالُ التَّعَبْ
وَالعَزَاءُ كحَنْظَلَةٍ نـَمَتْ وَسْطَهُمْ
وأَشْوَاكُ البُكَاءْ
تَثْقُبُ الجُفُونْ
أُحَرِّكُ الوَقتَ بصَوتي
لأُوْقِظُ الصَّبْرَ النَّائِمْ
تَعْبَثُ يَدي فَجْأةً بِـخَصْرِ النَّهَارْ.