الأدب: عظمة التأثير – فتح الله كولن

0 586

فتح الله كولن[1] تركيا

ترجمة: أمينة عبدالوهاب الحسن- السعودية

إن الأدب بمفهومه العام هو مجال يدرس الكلمات الرقيقة، المنظومة، المتناغمة سواء كانت منطوقة أو مكتوبة، على شكل شعر أو نثر، بصياغة تتلاءم مع شروط الزمن وتتوافق عادة مع قواعد اللغة. والكلمة العربية المقابلة لمفردة Literature هي (أدب)، لكن دلالاتها عربيا أوسع فهي ترتبط بحسن الخلق، والوداعة، واللطف، والتهذيب، والكمال. وغالبا تُفسر بناء على علاقتها بنمط حياة الشخص، وسلوكه، ونزاهته، وهي وسيلة لازدهار روحانية الفرد وتزكية القلب. وبهذا المعنى يصنف الأدب ضمن الكتب الأخلاقية والاطروحات الصوفية إلا أن هذا الجانب عادة لا يُتناول في مجال الأدب. ومع ذلك بالاعتماد على الأصل الدلالي للمعنيين يمكن الإشارة إلى علاقة غير مباشرة بينهما.  وبالانتقال من هذه العلاقة، أود أن أفتح نافذة صغيرة للأدب كما أفهمه، لكن يجب أن أتوسل أولا للقراء أن يغضوا الطرف عن كلامي المتواضع في مجال يفوق قدرتي في الحقيقة. وألا يحكموا على المقال بالكيفية التي عُرِض بها، بل من أجل النوايا الحسنة التي كتب بها. واعترف أنني ومن مثلي – من ضيقيّ الأفق- لا يمكنهم البت في موضوع حتى في مجال اختصاصهم بشكل صحيح. لذا يصعب علينا التعبير عن الموضوعات الأخرى بوضوح شديد. حتى ولو أبدينا رأيا صحيحا حولها. وأعتقد أن هذا ينطبق على كل من يتناول هذا الموضوع. على سبيل المثال، بعدما صحح الإمام الشافعي كتابه (الأم) بنفسه، وصححه بعده آخرون مرارا وتكرارا، وجد أن بعض النقاط مازالت تزعجه. فرفع يديه إلى الله مقرا بأنه ما من كتاب كامل سوى الوحي الإلهي (كتاب الله). حتى النصوص الساحرة المستوحاة من أروع الكتب وأعظم الأعمال الفنية، والكلمات عالية البلاغة، والمفاهيم الأكثر إبهارا التي لا تستند إلى الكلام الإلهي ولا تنير بنور الله لها جمال نسبي. وحتى إذا كانت تحمل أي قيمة من حيث كونها انعكاسا أو صدى للجمال الذي تملكه فلا يمكنها أن تحتفظ بقيمة فردية خاصة بها.

ومع ذلك لا يجب أن يثبط عزيمتنا هذا الواقع أو يشل عزمنا على العمل يجب أن نفكر دائمًا ونتحدث ونخطط ونحاول أن ندرك ما خططنا له، وأثناء القيام بكل ذلك يجب ألا ننسى أبدا أننا قد نرتكب أخطاء في بعض الأحيان وفي كثير منها قد نقع في الخطأ هذا طبيعي وبمجرد أن نكتشف الخطأ نصححه، نحاول أن نصلح عيوبنا ونثابر في البحث عن أفضل بديل ممكن. قد لا تكون قراراتنا صائبة دائما، لكننا سنحاول تحقيق ما تتطلبه الحكمة الإلهية منا من خلال ممارسة قدرتنا البشرية على الفهم والحكم (اجتهاد).

ولذا يجب رؤية هذه التأملات البسيطة بنفس الطريقة. وُلِدَ الكلام مع الإنسانية وتطور معها، مشكّلا عمقا عظيما جدا للإنسان. وهكذا وصل الكلام إلى مستواه المعاصر من النضج عبر التاريخ بعد أن تصفّى مرة تلو مرة من خلال مصفاة فكرية لا تحصى، صاغها أرباب الكلمة، ثم أصبحت ما نسميه الآن (الأدب). وفي هذا الصدد، يمكن القول بأن اللحظة الحالية للأدب أكثر إشراقا من ماضيها. وعلى هذا يمكن القول أيضا بأن مستقبل الأدب أكثر إشراقا من الحاضر، أو على الأقل يجب أن يكون كذلك. وكما وضح سعيد النورسي[2] سيتجه البشر في النهاية بالكامل نحو المعرفة (العلم) حتى يستمدوا قوتهم منها، ونتيجة لذلك، فإن القول الفصل سيكون مملوكا للمعرفة. وبعد أن تظهر المعرفة هذا المستوى من التقدم، فإن سطوة اللغة والبيان ستصل ذروتها، وستفوق بقية القيم الأخرى. وفي مثل هذه المرحلة، سيستخدم الناس اللغة كسلاح ليقبلَ الآخرون أفكارهم، وللتغلغل في قلوبهم من خلال براعتهم اللغوية والاستحواذ على أرواحهم بسحر الأدب.

 تجلت حقيقة المعرفة والكلام بإيجاز في آدم وبلغت أروع صورها مع خاتم النبيين، وأثمرت ثمرتها المنتظرة وتحققت بالكامل في القرآن الكريم. واليوم إذا استمر العالم في التطور لفترة أطول في السنوات القادمة ووصلت المعرفة إلى أقصاها، سترتقي اللغة أيضا إلى مرتبة مترجم المعرفة في كافة المجالات تقريبا، برفقة أقوى الخطباء وأثمن الخطب المعبرة عن الحقيقة.

إن قوة التعبير تتغذى وتنمو غالبا في ظل وجود الحاجة والضرورة. سوف تزدهر في هذه البيئة لمرة أخيرة فاجعل صوتها مسموعا بأقصى قوة ممكنة. وإذا فعلت ذلك، يمكنك أن تقول بأن هذا سيعيد إحياء عصر القرآن في أكثر حالاته نضجا. عصر القرآن حيث حب الحقيقة وحب المعرفة. حيث الحماسة للفهم والشغف للتفسير. حيث القيم الإنسانية والاعتزاز بها محاذيان لبعضهما البعض.

بالمناسبة، أود أن أؤكد على نقطة واحدة: يجب على مهندسي الفكر المستقبليين، وأساتذة اللغة أن يفعلوا كل ما في وسعهم لحماية وتكريم قوة التعبير، فقد وقعت في أيدي أشخاص عاجزين مثلنا. يجب أن يحرره (التعبير) حتى يعبر عالم أفكارنا الخاص. وإلا من الواضح أننا سوف نستمر في سماع نعيب الغربان بينما نتوقع أن نسمع غناء العندليب، ولن نكون قادرين على التحرر من أذى الأشواك في الطريق إلى الورود. لطالما تطورت قوة الكلام، ودقة البيان، وبلغت اتساقها الصحيح، ونضجت في عالم الأدب وتحت تأثير الفكر الأدبي. ومع ذلك من المهم أيضا ما الذي نفهمه أو ما يفترض أن نفهمه عند ذكر الفكر الأدبي أو الأدب. ولطالما عبر البشر عن مشاعرهم وأفكارهم والإلهام النابع من دواخلهم بالسينما والمسرح والرسم الرمزي إلى جانب الأدب الشفهي أو المكتوب. وحينما يتجاوز الموضوع اللغة المنطوقة أو المكتوبة فإن الايماءات الطبيعية وتعبيرات الوجه والأصوات وغيرها تحل مكان الكلمات والجمل. ومع ذلك لا تقدر تلك الأشياء أن تستبدل الكلام والكتابة. الطريقة الأكثر فعالية حتى يحفظ الناس أدبهم وازدهاره ضمن إطاره الخاص وأرضه الخصبة هي وضعه في شكل مكتوب. وبهذا يصبح مصدرا مشتركا يمكن للأفراد الرجوع إليه في أي وقت. وبذلك يصبح متاحا على نطاق واسع قدر المستطاع مما يمهد الطريق ليصبح هناك نمط وطني لمجتمع بأكمله. ملكية مشتركة للشعب. وبذلك يصبح ميدان عرض للأجيال القادمة. أرض عرض التميز اللفظي والتزام بالوعي المشترك الذي تحرسه الذاكرة الوطنية وتديم أصله.

في هذا الصدد، دائما ما نبحث في الأدب عن العالم السحري المكتوب أو المنطوق، وندرك إلمامنا بالشيء وملاقاته على صفحات الكتب والمجلات. أيا كان الأسلوب المتبع في سرد موضوع معين، سواء عومل العمل المنتج باهتمام فني أو عُبِّرَ عنه بأسلوب عادي.  سواء كان الجمهور المستهدف صغيرا، مختارا، أو حشدا كبيرا، فإن أول ما يتبادر في الذهن عند ذكر (الأدب) هو الكلمة المكتوبة. ولا فرق فيما لو كان موضوع الأدب دينيا، انطباعيا، فلسفيا أو تعليميا، فالأدب هو أهم وسيلة ينقل البشر من خلالها المعرفة التي اكتسبوها عبر التاريخ من جيل إلى آخر، حيث يستشعرون بكل أعماق وثراء الماضي في الحاضر. إنهم يرون الماضي والحاضر كبعدين للواقع، ويستمتعون بالمستقبل ذات الصلة بذلك العمق.

علاوة على ذلك، يجب على المؤمنين أن يكونوا مخلصين لتراثهم وأن يرجعوا إليه بشكل متكرر، بقدر احتضانهم للقيم الإنسانية العالمية. يتوجب عليهم التأكيد على جوهر ضميرهم المشترك واعتباره أحد المكونات الأساسية. عليهم أن يستخدموا التراث مثل لوحة قماشية (كَنْفَاس) التي يصورون عليها مشاعرهم الأدبية وإدراكهم للفن. حتى لا يدمروا روح أدبهم ولا تقتصر أعمالهم على الاستعارة من الأجانب. فإذا استخدموا مصادرهم الخاصة ونسجوا قيمهم الثقافية محمولة على كتفهم. فلن يكون هناك عقبة في طريق تقدمهم ويمكنهم السير نحو العالمية حاملين تفسيراتهم للعصر.

يجب على المؤمنين أن يضعوا مصادر الإيمان والتراث وذاكرة القيم العالمية في صميم حياتهم. وهكذا بعدما يحمون أنفسهم من الانحراف، عليهم أن يسعوا لبناء روابط مع العالم الخارجي. عدم المبالاة بقيم الآخرين تجعل ما هو واضح وعالمي في العادة، عائق أمام النمو، ويسبب معاناة للأحياء. ويسقط من كونه درجة من الحسد إلى حالة حسد الآخرين.  ويُقدِّمُ وضع دول العالم الثالث اليوم العديد من الأمثلة الحية على ذلك.

يمر أدب هذه الدول بفترة ركود، بسبب عادات تلك الشعوب أحيانا، وأحيانا أخرى بسبب التصورات المحلية، وقد يكون بسبب الخوف من الاغتراب الذاتي الذي فُهِم بشكل محدود. تناول الأدب بحرية سبَّبَ إلى درجة كبيرة ردودَ أفعال مفرطة، نضبت بعض مصادر الإلهام الهامة، وبدت الجهود المبذولة لإثراء الأدب على أنها خيالية وبالتالي اضمحلت. وعلاوة على ذلك ضُيِّق الأدب في زمن ما ، حيث فُضِّلت منطقة أو لهجة على حساب أنواع أخرى من اللغات وقُطعت الفروع مع إمكانية إنماء ما قُطِع ، والجذور التي أزيلت منعت الأدب من المواصلة. وهكذا في مثل هذه البلدان يمنع تطوير اللغة التي تمثل المجتمع الأوسع. وبدلا منها تُفضَّلُ لهجةٌ مهمشة على بقية اللهجات وبالتالي يُختزل صوت الأدب في أقلية صغيرة بدلا من تقديم نموذجا معبرا للأدب في العالم ويمكن تسمية هذا أيضا الاستسلام للنسيان.

في الواقع، إن ما يصبح خامدا يتوقف عن النمو، وإن ما هو غير مفتوح للتطوير يذوي، وكل ما هو ثابت سوف ينكب أكثر. والذي لا يعطي الفاكهة ميت. وهذا لا يقتصر على الأدب، إنه صحيح في كل موضوع تقريبا من الدين إلى الفكر ومن الفن إلى الفلسفة.

ومع ذلك فالأدب لا يعني ببساطة اللعب بالكلمات بمهارات اللغة المنطوقة أو المكتوبة وتكوين عبارات يحبها الناس. مما يعني جعل فن التعبير محبوبا من جانب البلاغة والبيان. إنه الماء والهواء المزود\المشجع. وهو تزيين وإثراء اللغة اليومية بأفصح وأنقى وأحب وأدوم مادة، إنه كنز يزيد كلما استعملته.

كاتب الشعر أو النثر يكتب أفكاره لاعتبارات أدبية حيث يعتمد دائما على الأثر والتناغم، الحصيلة اللغوية الثرية، والتعبير الملائم، والأسلوب الرائع. وكلمات الكاتب الحية. طويلة أو قصيرة سعيا للإبداع في الصياغة. وبينما نتحرك نحو ذلك الغرض، يضع الكتّاب جميع الكلمات والجُمل التي انتقوها في أماكنها الملائمة وبمثل هذه الطريقة يقاس العمق مثل تدوين الملاحظات التي تدعم الموضوع العام الذي يريدونه. كل تلك التعبيرات والملاحظات تعبر عن المثل الأعلى المقصود، وتلعب دورا في وعي المؤلف الذي يعكس طريقته في التفكير والميول العامة والمزاج.

في الشعر الغنائي الذي يؤلفه أساطين الكتابة تشعر وكأنها مفعمة بإثارة الشخص نفسه. الكلمات والجُمل والسطور النابعة من إحساس أدبي يشتعل بالمشاعر الملحمية.  يرن في آذاننا مثل موكب جيش مجيد. كل الكلمات، الدراما المكتوبة ببراعة يتردد صداها في أعماق روحنا التي تكاد أن تبعث الحياة في القصة تلك. الأديب قادر على التفكير بشكل مختلف جدا والتوصل إلى أحكام مختلفة، يسعى الكتّاب دائما للجودة جاهدين لترك إرثٍ للأجيال المقبلة يرثونه ويحترمونه بسرور.

كما اللغة الأدبية تتميز اللغة اليومية بجماليتها وسلاستها وجاذبيتها وطبيعتها التي تغري باللذة الخالصة. ومع ذلك فإن اللغة الأدبية شعرية ومتناغمة، وتشّكل كلّا منسجما رائعا مع المعاني التي تحملها. إنها متفوقة في الاستعمال اللغوي والذوق والصقل بالطريقة التي توضح التماسك داخل النص ككل والتماسك بين الكلمات والجمل. ناهيك عن الشعور بهذه الأشياء وتذوقها، يصعب أحيانا على الأشخاص الذين يفتقرون إلى ملكة فهم النص وتذوقه.

رغم كل ذلك ليس من الصحيح اعتبار الأسلوب الأدبي لغة طبقة عليا أو مجموعة ارستقراطية. على العكس من ذلك فحتى لو لم يستوعبوا المعاني الثانوية والدلالات التي يشكلها النص. يجب على كل الأشخاص من مختلف المستويات بطريقة ما قادرين على الفهم والاستفادة من هذا المصدر حتى ولو بشكل محدود. وبالتالي مع مرور الوقت سوف يرتقون إلى المستوى الذي يمكنهم فيه التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بيسر واكتساب مهارات لغوية أكبر بسبب توسع معرفتهم. في غضون ذلك سيعملون على ترسيخ ما يعرفونه فعليا من اللغة واثراءها بتقديم مشاركات مناسبة قدر المستطاع وإضافة أعماق جديدة لآفاقهم الفكرية.

بغض النظر عن أي مستوى فإن اللغة التي نتحدثها جميعنا اليوم تقريبا، والتي استقرت بهدوء في ذاكرتنا عبر الأجيال، تكونت -إلى حد كبير- بسبب تضافر جهود كبار الشعراء والكتّاب التي تبنتها أرواحنا. وبحساسية صائغ، قدم لنا سادة الكلمات جواهر التعبير الجميلة وقلائد الكلمات التي أعدوها، بفضل إرثهم نعبر عن أنفسنا من خلال هذا المورد الغني بأفضل ما لدينا من قدرات. على الرغم من أن الجميع لا يفهم الأعمال الرائعة التي أنتجوها والعمق الجمالي في روح تلك الأعمال. لطالما قدّرنا جميعنا أعمالهم وشعرنا بالتوق للمزيد منها. لمثل هذا المستوى من التقدير لا يحتاج المرء لمعرفة القلق الفني للكاتب، أو القدرة على البناء أو الاجهاد العقلي أو النجاح في التخطيط، ولا قيمته الحقيقية إلى الحد الذي يعرفه الصائغ الماهر بالأحجار الكريمة.

لطالما يحتفظ الناس باحترام كبير للفنانين الأدبيين مع الاستثناءات بالتأكيد.  لقد أشادوا بجهود الكتّاب وقدروا أعمالهم وعبَّروا مرارا عن هذا التقدير بتقليدهم. ثم إن ما يقع على عاتق الأدباء أن يضعوا مهاراتهم اللغوية ومواهبهم الفنية في خدمة الحق، و الخير، و الجمال بدلا من إيذاء روح الجماهير -الذين يمكن اعتبارهم تلامذة متدربين لهم – من خلال وصف ما يشوّه و يلّوث أفكار الناس النقية بصور قذرة و إدانتهم \جعلهم مستعبدين للمادية بوصف الرغبات الجسدية، وفقا لبديع الزمان سعيد النورسي يحتاج الأشخاص ذوو الأدب إلى أخلاق عالية و أن يتصرفوا ضمن قواعد السلوك الكونية المنصوص عليها في الكتب المقدسة كما يذكرنا بالمصدر الإلهي الذي تنشأ منه ( قوة التعبير) تنبع من هذه القدرة و ينصحنا بالاحترام الواجب لها و التي تعتبر عمقا مهما لإنسانيتنا.

تختلف الأساليب الأدبية عن الأساليب الأخرى فعلى سبيل المثال في الكتابة العلمية أو الحديث العلمي من الضروري أن يكون لديك نمط منطقي سليم، وتفكير منهجي، وعبارات ماهرة\متعمقة، ولا ينبغي ترك فجوات ذهنية ومنطقية وعاطفية فارغة. يؤكد الأسلوب الخطابي على البراهين والحجج، والمحافظة على الاهتمام والحماس وإجراء التكرارات الاعتراضية. ودعم التعليق بإعادة الصياغة عند الضرورة باستخدام تعابير حيوية، وتجديد الكلام من خلال التحولات الملهمة دون الانتقاص من المحور الرئيسي. ومن ناحية أخرى يتطلب الأسلوب الأدبي مجموعة متنوعة من الفنون مثل: وضوح التعبير، ودقة اللغة وجمال العرض وثراء الخيال واستخدام الاستعارات والأمثال والتعابير الاصطلاحية، وزخارف الكلام والايحاءات – طالما أنها لا تصل إلى نقطة التجاوز.  لأن الإفراط يفسد – وهذا الحال في كل شيء آخر – طبيعة اللغة ويعكر نبع التعبير السماوي، سيجده أصحاب الذوق السليم في الغالب أمرا غريبا، كما قال سعيد النورسي أيضا يجب أن تكون الصياغة منمقة\مزخرفة بالقدر الذي تسمح به طبيعة المعنى. ويجب أن يتبع الشكل المضمون، وأثناء الصياغة التي يجب فيها تحليل الضرورة الأدبية للمعنى المطلوب لتلافي المبالغة. يجب إعطاء الوضوح والروعة الملائمين للأسلوب، لكن لا ينبغي إهمال الهدف والمعنى المقصود.  يجب أن نمنح الخيال مساحة للمناورة ولكن ليس على حساب الحقيقة.

  • المقال منشور في صحيفة FOUNTAIN عام 2010م .

أمينة عبد الوهاب الحسن 

كاتبة ومترجمة سعودية ، حاصلة على بكالوريوس الآداب في اللغة الانجليزية ، ترجمت العديد من المقالات والنصوص. صدر لها

( سرير يتسع )٢٠١٤م – مجموعة قصص قصيرة

(سفر هارون- جيم شيبارد) ٢٠١٨م – رواية مترجمة

( لا تنتحب أيها الطفل – نغوغي وا ثينغيو) – رواية مترجمة تحت الطبع .

[1]فتح الله كولن (أو جولان) مفكر وناشط تركي وُلد في قرية صغيرة بتركيا عام 1941 ونشأ في عائلة متدينة يركز في أعماله على الديموقراطية وحوار الأديان. وله العديد من الكتب منها: البيان – جيل الحداثة.

[2] سعيد النورسي ( بديع الزمان النورسي) (1876-1960م ) عالم مسلم كردي وأبرز علماء عصره في الإصلاح الديني و الاجتماعي

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.