الحساوي: نريد لمسرحنا العودة لهويتنا.. أرضنا خصبة بالطاقات والفن والابداع؟

ورشة فن - مسرح

0 481

ابراهيم الحساوي – السعودية

الرابع عشر من شهر يوليو كان يوما مسرحيا احتفى فيه المسرحيون السعوديون بتدشين استراتيجية هيئة المسرح والفنون الادائية التي شكلت اعترافا رسميا بضرورة المسرح في الحياة الثقافية في المملكة، والاستراتيجية ركزت على مشاريع الهيئة في الفترة القادمة من ورش وتدريب ودعم للعروض المسرحية والفرق المسرحية، والاهتمام بالمسرح المدرسي وعقد شراكات مع جهات تملك قاعات يمكن استغلالها مسرحيا.

واللافت في حفل التدشين الذي حضره عدد من المسرحيين السعوديين الكلمة التي القاها الفنان المسرحي إبراهيم الحساوي نيابة عن المسرحيين، حيث جاءت محملة بأحلام المسرحيين ومطالبهم بكل جرأة. ولأهمية الكلمة ننشرها هنا:

تعودتُ أن أقف على خشبة المسرح ممثلا وعاملا  لا متحدثا ، لكنهم ورطوني هذه الورطة الجميلة .. انه تكليف وتشريف كبير أن أقف اليوم متحدثا نيابة  عن أخواتي وإخواني المسرحين وعن المسرح وجمهوره .

لستُ أفضلكم ولا أجدركم في إلقاء هذه الكلمة ، هنا وفي  هذه القاعة، يوجد من  المسرحيين من هو أجدر وأقدر مني ، لكنني أزعم أنني واحد من أهل هذا الهم المسرحي الجميل. وقبل أن أتحدث عن المسرحيين و المسرح الذي نريد سأبد أ حديثي عن الجهور.

  • حق الجمهور :

من حق الجمهور أن يكون لهم مسرح في كل قرية ومحافظة  ومدينة في مختلف مناطق المملكة، مسرح مجهز بأحدث الإمكانيات .. من حق الجمهور أن يكون لهم مكانا مريحا يشاهدون فيه العروض المسرحية. مسرح صحي يساهم في النمو وتحسين جودة الحياة .

نريد الاستثمار مع الجمهور في المسرح…. إذا كان في كل بيت تلفزيون ، فأننا نريد أن تأتي البيوت كلها إلى المسرح وأن يخرج المسرح من علبته ويذهب لكل الناس في الشارع .

  • حق المسرحيين :

ليس من المسرح أن يكون للقائمين على إدارة المسرح والفنون الأدائية، رواتبهم الشهرية ومكاتبهم الوفيرة ولا يكون للمسرحي مسرحا أو مكانا يمارس شغفه فيه .ولا من يهتم ويدافع عن حقوقه ويحتويه . يعني بالمعنى المباشر والصريح نريد ” نقابة ” لكل الفنانين.

  • حق الرواد :

تحية تقدير واعتزاز ووفاء للرواد الذين سبقونا في وضع اللبنات الأولى للمسرح .. تحية لهم فقد تحملوا العبء وأناروا لنا الطريق من  أجل أن يكون لدينا مسرحنا الذي نمارس فيه الشغف وحرية التعبير وإذكاء الوعي.

لا يكفي أن نمر على اسماءهم لمجرد التذكر أو التعرف عليهم.. جميل أن نتذكرهم على سبيل الوفاء وجميل أن نقدم لهم الشكر والعرفان. والأجمل أن نزين جدران المسارح ومكتباتها بصورهم ومؤلفاتهم.. سيكون أجمل لو تعرفنا عليهم عن قرب من خلال مسرحياتهم التي كتبوها أو تلك المسرحيات التي عرضوها وطالتها يد المنع والتوقف. أو مشاريعهم المسرحية التي تعثرت.. جميل أن يعاد النظر في أعادة عرضها ليراها الجمهور والناس .وكل الشكر والتقدير للذين وثقوا جانبا من سيرة الرواد وهمهم المسرحي في بعض المؤلفات والمقالات .

المسرح المدرسي :  تعلمتُ من المسرح ما لم أتعلمه في كتب الدراسة، على خشبة المسرح تعلمت الوطن، تعلمت الحب والتعايش والسلام .تعلمت أن أشغل وقتي بالاستثمار، المسرح ليس مكاناً لإهدار العمر..نريد للمسرح المدرسي أن يعود إلى مكانه بعد أن تم تعطيله وأن يعمم تدريسه وتعليمه في مناهج المدارس والتعليم .. سرّنا جدا خبر إدراج المسرح والموسيقى في مناهج التعليم.

للمسرحين :

صحيح  أن تأسيس هيئة للمسرح والفنون الأدائية جاء متأخرا وصحيح أن المسرح في السابق كان ينتظر اعترافا صريحا وواضحا وقرار مسؤول. صحيح أن تعبنا وعانينا مثلما عاني الذين سبقونا من الرواد .. صحيح أن مسرحنا كان ذكوريا وأنه كان يقف على قدم واحدة وينظر بعين واحدة .. تلك حقبة زمنية قد مضت وانتهت .. نحن نعيش الآن عصر تمكين المرأة …. ها هو مجلس الوزراء يوافق على تأسيس هيئة المسرح والفنون الأدائية .. هاهي رؤية 2030 تفرد للثقافة والفنون أولوية من أولويات تحسين جودة الحياة. فماذا أيها المسرحيون تنتظرون ..؟

على نبرة التشكي والتحلطم أن تتوقف في أوساط المسرحيين وأن نبدأ معا ومع الهيئة العمل.. والمسرح هو المكان الأنشط والأنسب للعمل . فحيّ على المسرح

لن نحتاج أن  نستعير أو نعرب ونسعوّد مسرحيات عالمية وندسها في أنف المسرح المحلي، نحتاج للبحث عن شخصيات ورموز وحكايات في المسرحيات التي نؤلفها ونعرضها على  الجمهور من الخارج. في هذه البلد مناجمٌ من الأساطير والحكايات والقصص والشخصيات الملهمة. لدينا من الشعراء والملاحم الشعبية ما يثري مسرحنا الذي نحب ونريد. وفي الوقت نفسه ، لسنا منغلقين على التجارب العالمية من نصوص لها أثرها الكبير في المسرح العربي والعالمي  . المسرح صدره وسيع . نريد لمسرحنا العودة لهويتنا.. أرضنا خصبة بالطاقات والفن والابداع؟

هيئة المسرح والفنون الأدائية :

عن المبادرات والدورات والورش المسرحية :

لا أقلل من قيمة ودور المبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائية منذ تأسيسها ، لكنني أأوكد إلى أنه حان الوقت لترى هذه المبادرات النور وتتحول إلى واقع ملموس يلبي حاجات المسرح والمسرحيين في كل مكان .

لست مع الدورات والورش قصيرة الأجل والعمر ذات الثلاث أيام أو خمس أيام .. مثل هذه الدورات لا تصنع مسرحيا محترفا ولا فني اضاءة وديكور ولا مخرج متمكن.

  • المسرح الذي نريد:

نريد مسرحاً سقفه عالٍ وصوته مسموع   .. مسرحا ينير الدرب للمتعبين ويضيء عتمات العقل والروح ” مسرح سعودي يشبهنا قريب منا ..أنتهى زمن التمني والأقوال وجاء عصر الأفعال وتحقيق الأحلام على أرض الواقع وما ذلك على بلدنا بمستحيل في ظل قيادة حكيمة وضعت اهتمامها الأول بالإنسان . شكرا وطني سنعمل معا على تحقيق رؤية 2030 من أجل أن تكون بلدنا في مصاف الدول العظمى على جميع المستويات .

*****

ختاما :

خمس سنوات مرّت على أطلاق رؤية 2030  .. فلننظر بعين المنصف والجاد إلى ما تحقق في السنوات الخمس وما سيتحقق في المرحلة الثانية من الرؤية في الخمس سنوات القادمة . والتي هي مرحلة التنفيذ لا الأقوال ..

سنة مرت على تأسيس هيئة المسرح والفنون الأدائية .. لننظر بعين الشريك إلى الوعود التي جاءت في الرؤية على لسان قائدها وعرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله . لننظر بعين الثقة والطموح إلى ما تحقق من قبل هيئة المسرح والفنون الأدائية خلال عام منذ تأسيها . فلننظر إلى ما تحقق في الجانب الثقافي والترفيهي والتمكين ؟

1ـ وزارة الثقافة تطلق خطتها وتدشن فرقة المسرح الوطني بتاريخ 28 يناير 2020

2ـ وفي نفس العام 2020 تم الإعلان عن 11 هيئة منها هيئة المسرح والفنون الأدائية ومعها هيئة الأفلام وقبلها هيئة الترفيه.

وتوّنا ما بدينا .. والقادم أجمل بإذن الله .

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.