توريق

ورشة فن - فوتوغراف

0 1٬330

أمجد المحسن – السعودية

 

إلى الفوتوغرافي محمد الخراري

الصَّيدُ ما يصطادُ صيّاديهِ،

واستفْتِ الشُّيوخَ،

فإنَّ سهمَ الحدْسِ علمُ.

من أين يأتي السَّهمُ؟ موسى / اليمُّ، لولا اليمُّ ما تابوتُ موسى؟

ثمَّ لولا سيرةٌ وضرورةٌ هل كانَ يَمُّ؟

حجرٌ على نقشِ الفوتوغرافيِّ، مثقالٌ من النّهوندِ،

نثريٌّ وموزونٌ، ولا اسم لهُ، سَماعٌ لا يجفُّ ولا يسيلُ ولا يُفَلُّ ولا يُزَمُّ!

الّلونُ يبهَتُ، هاتِ ما لا يَبْهتُ، الكلماتُ تبهَتُ،

هاتِ ما لا يَبْهتُ، الأشواقُ تبهَتُ، هاتِ ما لا يَبْهَتُ،

المِخيالُ هَيتَ لهُ، وخيَّالٌ يَهِمُّ.

لا شيءَ خارِجَ ما أُسمِّيه أنا: ” النّظْمَ “. الموسيقى، الكونُ، طاولةٌ لشَخصَيْنِ، اختبارُ الفقدِ، سَحبُ النّخلِ، قَلْعُ البحرِ، نقصٌ في الفوتوغرافيا،

الحنينُ… ولو يُمزِّقُكَ الحنينُ لأيِّ شيءٍ فهو نَظْمُ.

أرأيتَ مِن خَفرِ الحمامةِ ما رأيتَ، كأنَّها في عُشِّها الحجريِّ حُلْمُ؟

لِمن الثّقوبُ يسيلُ منها الّلونُ أزرقَ؟ لا يُهمُّ لِمَنْ..

فإنَّ الضّوءَ يُنقِذُ كُلَّ شيءٍ حيٍّ،

الضَّوءُ الذي لا إثْمَ فيه،

وإنَّ بعضَ الضَّوءِ إثمٌ، إنَّ بعضَ الظلِّ إثْمُ.

مَن ذا سيُحصي ما تناثَرَ من وشاياتِ النهارِ مِن الشّقوقِ ومن يلُمُّ؟

قولانِ في الأقواسِ، لكنَّ الزوايا كالسّجايا في مُراودة الفوتوغرافيِّ

صَيْدَ الفَوتِ، طبعٌ لا يُباعُ ولا يُسامُ ولا يُؤَمُّ.

أيدٍ وجصَّاصُونَ حُذّاقٌ، مجرَّاتٍ على الحيطانِ كم عجنَتْ، ولكنْ ما جَنَتْ، وجَنَيتَ أنتَ، كأنْ أردتَ تحيَّةَ الأيدي، فإنَّ النّاسَ وحدهُمُ أبٌ

لكتابِ ما تنْوي وأمُّ.

والضّوءُ يجنحُ للظلالِ ويستريحُ، تصوُّري أنَّ الحقائقَ لا ظلالَ لها،

ولكنْ.. لا يُهِمُّ!

ما الأغلبُ؟، الضَّوءُ الـمَريدُ أم الشياطينُ الظلالُ؟، وما الأعمُّ؟

الضّوءُ، أهلَ الضّوءِ، حُكْمُ.

والسَّيِّدُ النسيانُ يطبعُ راحتيهِ على الجدارِ،

فمَن سيقرأُ ما تمَظْهَرَ من خطوطِ يديهِ؟

كمْ من فُرجةٍ في مثلِ هذا الشّيءِ؟

كم تجعيدةٍ في حائطٍ كنميمةٍ للرّيحِ، ماءً نَمْنَمَتْ،

لا دِين للْكامرا،

وأقصى ما يُحاوله الفوتوغرافيُّ أن يُعطَى لهذا السَّيِّدِ النِّسيانِ حجمُ.

احْدِسْ لِتَلْتَقِطَ الذي لم تلتقِطْهُ سوى لأنَّكَ فيه، أو فيه الذي يُغويكَ…

سُبحان المصوِّرِ، يا تُرى هل ما تعلَّقَ فوقَ سقفِ الَّليلِ نجمُ؟

أم أنَّها هي لقطةٌ أزليَّةٌ أُخِذَتْ لنجمٍ ما.. وزالَ،

ولم تزَلْ؟!

لِنَعُدْ إلى التّصويرِ..

هل للماءِ لولا الرِّيُّ رائحةٌ وطعمُ؟

خِطَطُ البيوتِ مِن المُجيَّرِ والمزرَّرِ والمُقَرْنَصِ والمُجصَّصِ والمُنصَّصِ بَيْن قوسَيْنِ، المنازلُ تحتَ رأيِّ السيِّدِ النسيانِ، والتّشكيلُ وسمٌ في دخانِ القِدْرِ، رَسْمُ.

جازَ المجازُ لَكَ، المزاريبُ الغُيُوثُ استُنْزِفَتْ.

        والجِصُّ أكسِيَةٌ بطائنُها عُرُوقُ الرّيحِ،

والأشكالُ في الغِربالِ وشْمُ.

بعضُ الخرابِ لِسَنِّ بعضِ الفنِّ غُنْمُ.

ما عاد للشّعراءِ أطلالٌ، وصارتْ للفوتوغرافيِّ حصَّةُ

أن يُقالَ لهُ: قِفِ الكامرا على طللٍ،

(غبارٌ هذه الكلماتُ)،

مثلُكَ، حاملَ الكامِرا، يُعرِّجُ أو يُلِمُّ ليَصْطفي عِذْقاً يُضيءُ به المكانُ،

ويُعْربَ الأشياءَ ما فِعْلٌ وما اسمُ.

أيدٍ وجصَّاصُونَ حُذّاقٌ، ولكنَّ انهياريَّاتنا عجبٌ ضروريٌّ، تُبدِّلُ كلُّ حالٍ حالَها، ورتابةُ الأيَّامِ سُمُّ.

سَطْرٌ من الجِصِّ المُرقَّشِ كالتّروسِ الحاملاتِ الوقتَ، دائرةٌ وجِرْمُ.

يا زُخرُفيّاتٍ هبطنَ على التهافُتِ وانتهينَ إلى أفاريزٍ براويزٍ،

إلى ما لا يكُفُّ ولا يَتِمُّ.

بقيَتْ مُشعشعةَ الرواشِنِ، حينَ زايَلَها إلى نادي البِلى صُمٌّ وبُكمُ.

وزنُ السّماواتِ الثقيلُ على البيوتِ، الشّرخُ يكبُرُ…

والجِدارُ يُريدُ أن ينقضَّ، والميزانُ مرآةُ الزّمانِ فلا تقُلْ عدلٌ وظُلمُ.

هي فُرجةٌ مأهولةٌ؟ لا، إنَّما قوسٌ وسهمُ

غمَزَتْ لنا شمسٌ من الشِّق القليلِ، ولوَّع العشّاقَ ليلُ الشّوقِ،

لكنْ ما الحنينُ إلى القوامِ اللايُشمُّ ولا يُضمُّ؟

        كم عُمرُ هذا الشّيء؟

حدَّثَنا التناسي عن أبيه السيِّد النسيان قال: وعُمرهُ لونٌ تناصَلَ عن جُذوعٍ.. والمُسعَّفُ ظلُّهُمْ، أهلُ العشاشِ، يُقرْنِصونَ جرائدَ السَّعفِ النديَّةَ حيثُ شمسٌ جهمةٌ، والنّخلُ جَمُّ.

أهلُ العيونِ المترباتِ وهم مشاةٌ في المحاذاةِ، المُسعَّفُ ظلُّهمْ مرُّوا هنا، قرأوا افتراءَ الجِصِّ أو فتواهُ: أنتُمْ خارجي…

هذا دبيبُ شتائهمْ،

أهلِ الرِّياشِ، يرنُّ في الجِصِّ المفرَّغِ، ناعمُ الجِنحَيْنِ، شَهمُ.

أرأيتَ مِن خفَرِ الحمامةِ ما رأيتَ؟

فربَّما هي حسْرةٌ جاءتْ لِتَقْتَضِيَ الدّيونَ،

وأجهَشَتْ بي….

.. هيه مُلْتَفَتَ الحمامةِ للفوتوغرافيِّ، مرحى عشُّها،

في حيثُ لا حرْبٌ وسِلْمُ.

أرأيتَ من خفر الحمامةِ ما رأيتَ، خلاكَ ذَمُّ؟

غَبْرا وهادئةٌ، كما لو أنَّها اغتسلتْ بلحظتها وسُرَّتْ.

بَسَطَتْ هديلاً واستقرَّتْ.

وتبصَّرتْكَ وأنتَ صيَّادُ الفَوَاتِ، ولم تقُلْ لضيوفِ منزِلِها هلمُّوا…

آوتْ إلى عُشٍّ خلاءٍ عاصِمٍ، وجدتْهُ فانحدرتْ إليه،

كأنّما علِمَتْ بأنّ الخاصَّ جدّاً، كلّما ازدَرَدَتْهُ ريحٌ

صار إيقاعاً عموميَّاً، شفيفةُ عُشِّها، وكأنَّها في العُشِّ حُلْمُ.

        سِلْتُ،

الحمامةُ سيَّلتني…

        حيثُ فاجأها الفوتوغرافيُّ،

        لم تُذعر…

        وهانَ لأجلها النّسيانُ،

        يا تلكَ الحمامةُ… لا أهمَّكِ ما يُهِمُّ!

https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-13.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-7.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-8.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-9.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-4.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-3.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-10.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-12.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-14.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-15.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-11.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-2.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-6.jpg?w=1170&ssl=1
https://i0.wp.com/samaward.net/wp-content/uploads/2020/07/خراري-1.jpg?w=1170&ssl=1

 

 

على سبيل التعليق

سمارود

عن الشعر والتجارب الفنية المشتركة، يقول الشاعر قاسم حداد: ” في الأعمال المشتركة مع مبدعين في فنون تعبيرية مختلفة مع الكتابة، رغبتُ في لذة اكتشاف الشكل وابتكاره، وسوف يتمثل هذا في شعورٍ يشي بأن ثمة متعة إبداعية غامضة في التقاطع الحر مع فنون أخرى”،

بعض هذه الأعمال المشتركة التي أنجزها قاسم حداد، كانت مزاوجة مع الفن البصري وتحديداً التشكيلي والفوتوغرافي. مارس قاسم فيها لذة ومتعة التجربة. والقول بأنها تجربة تعني افتراضاً عدم يقينيته المسبقة فيما ستكون عليه طبيعة العلاقة التي يمكن أن تتشكل من هذا التشارك والتقاطع الحر بين هذه الفنون، أو فيما ستفضي إليه قراءة هذه التجارب مقارنة بالغاية والسياق الإبداعيين الذي يحاول وضعها فيهما. فمنذ العمل المشترك الأول (النهروان، 1988، مع الرؤية التشكيلية للفنان جمال هاشم)، بدا ما يشبه التخوف من هذه العلاقة الملتبسة ومآلاتها لدى المتلقي؛ فرغم أن لوحات هذا العمل جاءت كنتيجة لاحقة للنص المكتوب أولاً، قرر قاسم كما قال “ألا توضع اللوحات موزعة بين صفحات القصيدتين، كما كان متوقعاً، ولكن توضع في جزء خاص بالأعمال الفنية، بوصفها نصاً خاصاً بالفنان، وليس شرحاً وزينة للنص. وقتها كنتُ أستشعر الإبداع التشكيلي ليس بوصفه تابعاً للكتابة، لكن باعتباره قائداً لها”. كأنه يريد أن تتم قراءة الرؤيتين معاً، بالتجاور غير الملتصق، ولكن بشكل منفصل في الآن ذاته. أما تجربته مع المصور السعودي الراحل صالح العزاز، فحاول قلب العلاقة في جعل النص المكتوب لاحقاً للصورة، وليس بالضرورة تابعاً لها، وذلك في العمل المشترك “الأزرق المستحيل ” (صدر في العام 2000). هذه التجربة قال عنها الفوتوغرافي السعودي أثير السادة: ” إن الصورة تختال في حضورها التام مستقلة عن شروط الشعر، فيما يجهد الشعر لملاحقة الصورة، والتحايل على شروطها لإنتاج قصيدة لا تدعي انقطاعها عن الصورة إلا أنها تلمح إلى قدرتها على التأثير فيها، وذلك عبر استحضار معان خبيئة تارة، واستعارات تتحدى صرامة الواقع في بناء الأشياء داخل الصورة تارة أخرى”. ما بين هاتين التجربتين، وبعدهما، كان قاسم حداد مشتغلاً في ممارسة التجريب والمزواجة؛ كما فعل مع الفنان العراقي ضياء العزاوي في العمل على “مجنون ليل” (الصادر في العام 1996) لإنتاج رؤيتين جديدتين بصرية وشعرية قد تكونان متمايزتين، لكنهما متفقتان في تقديم طرح مغاير لما تجذر عن “الجنون والعذرية بمفهومهما القديم”، كانت احدى نتائجها حسب ما يقول قاسم نفسه أن “أخذ بعض القراء اقتراحاتي عن قصة المجنون مأخذ الجد”. وكذلك في تجربة “أيقظتني الساحرة” مع الفنانة هيلدا حياري والشاعر والفنان محمد العامري الأردنيين، الصادر في العام 2004، بنصه العربي صحبة الرسوم وترجمة للغة أجنبية.

رغم اختلاف ما انتجته هذه التجارب تبعاً لالتباس التقاطع بين النص الشعري والصورة/اللوحة المرافقة له، إلا أنه يجمعها توافق الرغبة ابتداءً في الاشتغال المشترك، والاتفاق القصدي في المزواجة بغية الوصول إلى عمل يحمل روح المساهمين فيه.

بالعودة للوراء، يحتفظ تاريخ الأدبي العربي بنماذج تعددت فيها النصوص الشعرية المرتبطة بالأثر الفني البصري؛ لعل أبرزها قصيدة البحتري في إيوان كسرى، وما تلتها من أبيات وقصائد للشريف الرضي وأخيه المرتضى وناصح الدين الأرجاني وابن الحاجب، وصولاً الى العصر الحديث عند الشاعر العراقي محمود الحبوبي؛ كان لكل منهم قراءته (نصه الشعري) المختلف تبعاً لرؤيته الذاتية والفنية، وغايته، وطبعاً لظروفه الزمنية والموضوعية. وبالعموم، التاريخ الفني/الأدبي؛ قديمه وحديثه، شرقه وغربه؛ لم يكن خالياً من القراءة الشعرية للأعمال البصرية، أو القراءة البصرية للأعمال الشعرية التي يمكن مراجعتها في أكثر من موضع ومصدر، ومنها ما رصده الدكتور عبد الغفار مكاوي من تجارب في كتابه “صورة وقصيدة – الشعر والتصوير عبر العصور” (سلسلة عالم المعرفة، العدد 119، نوفمبر 1987)، حيث تتبع – بعد مقدمة مستفيضة تناول العلاقة بين النص والصورة- تجارب دفعتها الأعمال البصرية للخروج نصاً مكتوباً. في هذه التجارب، يترك التباين الزمني والفروقات الذاتية والثقافية بين العمل البصري والنص المكتوب وظروف انتاجهما – رغم محاولة اتكاء الأخير على الأول – أثراً لا يمكن إغفاله، ربما يدفع بالمتلقي لقراءتهما كتجربتين منفصلتين وإن حاول الربط بينهما؛ وبالتالي فإن السمة المشتركة بين جميع هذه التجارب هي محاولة المزاوجة بين عملين ولدا في الأساس منفصلين من حيث الهدف، وإن اشتركا في بعض زوايا الرؤية.

بعد هذا التقديم الذي طال أكثر من قامة التعليق نفسه، هذا النص لأمجد المحسن الشاعر يهديه – كما يقول – إلى محمد الخراري الفوتوغرافي؛ لكن قبول هذا القول في حاجة لتروٍ. مرّد التروي هو السؤال: من هو الشاعر؟ ومن هو الفوتوغرافي؟ المحسن شاعر عند الالتفات لبعض ما كتبه ويكتبه يمكن تلمس مشروع ما (قطعًا، ليس كل شعره يدخل في هذا المشروع)، وفي أعمال الخراري كذلك يمكن بجلاء رؤية مشروع ما (أيضًا ليست كل أعماله تدخل ضمن هذا المشروع). في هذين المشروعين، ثمة سمات مشتركة، ويمكن القول حيالهما باطمئنان أنهما ينطلقان من ذات الهاجس؛ الأرض ما يرتبط بها من بشر وشجر وحجر، أو كما يسميها الخراري على التوالي: ” حياة الشارع، رئة الأرض، رائحة المكان”؛ ويمكن القول وباطمئنان أيضاً أن رؤيتهما وإن اختلفت أدوات كل منهما تكادان تقتربان من بعض حد التجاور دون الالتصاق أو المتاهي. الخراري القابض على اللقطة بعموديها: النور والظل؛ والفاتح للصورة أفقاً لا يضيق بفتحة العدسة؛ والمحسن الممسك بقرني اللغة مفردة وتركيبًا والممسد ظهر القصيدة ليطوّع جذعها العربي، يذهبان معاً لفتح شقوق المعنى العميق للحياة وجوهرها الوجودي، غير مغفلين كشف المتواري بين لحظات اليومي والمتروك والنافل؛ وكلاهما (الفتح والكشف) من غايات الابداع المبدئية.

بدأ المشروعان، واستمرا، دون اتفاقٍ مسبق كما فعل قاسم ورفاقه ولم يسعيا إلى تجاور أعمالهما؛ والنص الشعري لم يتكئ على الصور المعروضة بعد تأطيرها -والصور كذلك لم تلتف للمكتوب -كما في التجارب التي ضمن الدكتور مكاوي كتابه بعضها. أي أنهما لا ينتميان إلى هذا ولا إلى ذاك. من ناحية أخرى، حاولا ضمن رؤية متقاربة بأدوات مختلفة التعبير عن مضامين متشاركة كما ذكر الدكتور مكاوي؛ فيمكن تبعًا لذلك أن ينتميا لمجموعة التجارب التي رصدها. أيضًا، هما حاولا، كما حاول قاسم، أن يقدما تعبيراً لنفس المواضيع بروح متوائمة -وإن اختلفت زاوية الرؤية – عبر أعمال مغايرة عن السائد من المنجز الكسول اشتغالًا وتلقٍ.

 وخلاصة القول، إن قبول الإهداء بصيغته المذكورة، ظاهرًا سيكون من المحسن للخراري، وباطنًا من المحسن للمحسن.

 

محمد الخراري، فوتوغرافي سعودي

أمجد المحسن، شاعر سعودي

· حاصل على شهادة الدبلوم في التصوير الاحترافي من معهد التصوير الاسترالي (PI)

· رئيس جماعة التصوير الضوئي بالقطيف (2009-2012).

· أقام معرضين شخصيين، وحصل على العديد من الجوائز العالمية في مسابقات التصوير الفوتوغرافي.

· قدم العديد من الدورات والمحاضرات في التصوير الفوتوغرافي، المعالجة الرقمية.

· كُرم من قبل (United Nations) لمشاركته في معرض ” Our Environment، Our Kingdom”

· صدر له ورقيًا “ذاكرة جصية”، 2018

· صدر له:

·  “سهرة عبّاسيّة”، 2009، دار طوى.

·  “أدراج: الغرفات السبع من الفلك إلى التي هي لك”، 2011، دار طوى للنشر والإعلام

·  “حضرة ذوات الأكمام”، 2014، دار روافد / أطياف للنشر والتوزيع.

·  “مكعب روبيك”، 2014، دار طوى للنشر والإعلام.

· ” الراهنامج”، 2019، الدار العربية للعلوم ناشرون/ أطياف للنشر والتوزيع.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.