الحزن محمولًا على جناح أزرق

0 762

منى الصفار – البحرين

لم تكن أمي تدري

أن هناك قطعًا ملتفة من الأغصان بشكل لولبي تدور في صدري

وأنني أرتجف كثيرًا

عندما أحزن

وألتف على نفسي

أتكور كقنفذ أشواكه للداخل

وبأنني أوقعت عمري مرات كثيرة

وأعدت ترميمه بلاصق رخيص

لا أحد يرى ماذا يختبئ داخل الفتاة

لا أحد يعرف الغابة الدائمة الخضرة

من نباتات ضارة تنمو فيها

وأنها لا تنسى

جلّ ما تفعل

أن تمسك مجرافًا وتحفر داخلها جيدًا

لتخبئ قطعًا مستديرة لامعة من الهزيمة.

٢٠ فبراير ٢٠١٩

 

سأقف على أطراف أصابعي

وأحزن كما يجب

كامرأة لا تعرف كيف تداري سوأة خطاياها

تتبعثر في انتفاضة اللوم فيها

تنهش ندمها حتى الموت

امرأة تلتف في حلم بديع

تحاول جاهدة ألا تستيقظ منه.

١٢ مايو ٢٠١٩

 

الملوحة التي تتغلغل في حلقي، أحاول ابتلاعها مع مرارة حياة كنت أضعفَ من أن أختارها، أشعر بالغل الذي يربط قدميّ ويمنعني من المسير؛ بالألم في معصميّ اللذين اعتادا قيدًا لم أقاومه. أو هكذا يبدو، لا أحد يعرف عن حروبي الصغيرة؛ عن عبء حمل قراراتي الغبية وحيدة؛ عن غيمة الذنب التي لا تنفك تهطل على رأسي، في عالم حولي مليء بضحايا هذا الضعف. أنا الذنب الذي يحمل وراءه هزائم كثيرة. ليس له إلا الصمت؛ إنها خطاياي وانهياراتي وضعفي ودمعي الذي لا يسيل، أنا وحسب.

٦ يوليو ٢٠١٩

 

أين سأهرب من وزر هزيمتي الأولى؟ أين سأذهب بقدميّ المتعبتين؟ أين سأمضي، وهذا الماضي ملتصق بظهري، متمسك بفجاجة بكل شيء؟

تعلمنا بأننا يجب أن نكون مثاليين، كنا نقرأ قصص الحب الفاشلة، ونشعر بأن هذا ما يجب. لم نكن ننتظر نهاية سعيدة. قدمت سعادتي قربانًا؛ لا أعلم إن كان للخوف أو لرضا والدي؛ وحينها لم أكن أعلم بأنني أنجب غضبًا وأربيه؛ وأن السعادة غير قابلة للمساومة؛ بأن الرقعة تتسع دون مساحة للغفران؛ وبأن هذا الثقل في الصدر لم يخفت يوماً ولم يقل. توقفت عن البكاء، صرت أرص القطع المكسورة، هل يبدو قلبي جميلاً هكذا؟ قطعة موزاييك، أعرف بأنك تمسكه بكفيك العاريين ويجرحك أحيانًا، “فهل تستطيع معي صبرا؟”

كبرنا وكرهنا المثالية التي استباحت حياتنا، كرهنا أولئك المدعين، أكثر الكائنات رعباً. أولئك الذين يؤثثون حياتهم بالورد والبحر والإيمان الخاوي، ثم يعلقون غسيلهم القذر على حبل الله.

سأعيد النظر فيما أقول، ليس من السهل أن تتذكر الحكاية؛ الحكاية المصنوعة من نصل حاد كلما أعدتها في رأسك شعرت بالنزف طريًا والدم لزجًا، ساخنًا ينز على روحك.

يمر الوقت وأنت تفكر كيف تفرغ ذاكرتك؟ كيف تترك كل شيء خلفك وتنظر بعينين مفتوحتين للأمام.

هذا الألم، هذه الحمى الراجعة من الذكريات، كيف تشفى. هل تنسى؟ أين أنت، أين الحياة التي كنت ترسمها في رأسك مرارًا؟ كيف وصلت إلى هنا؟ كيف توقفت؟

أين توقفت؟

٣١ مايو ٢٠٢٠

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.