آصلي أردوغان، المرأة التي هزمت حكام تركيا الجدد

0 854

إيلينا سكاباتيتشي – فرنسا

ترجمة: محمد فتيلينه – الجزائر

 

بعد إن استطاعت انتزاع حريتها “مؤقتا” من السجون التركية منذ بضعة أيام (مع بدايات يناير 2017)، نشرت مجموعة من مقالاتها الجريدة التركية، المحسوبة على الأكراد “أوزغور كوندوم”. تمت ترجمة المجموعة إلى اللغة الفرنسية ونشرت في دار آكت سيد، تحت عنوان “حتى الصمت ليس لك”. يقدّم الكتاب صورة بشكل “بورتريه” للمرأة المليئة بالعزم كي تقاوم عبر الكلمات كل أشكال الاضطهاد.

تقول آصلي أردوغان: “لا أريد أن أشارك في اغتيال الناس، ولا اغتيال الكلمات، ولا اغتيال الحقيقة”، فالأديبة إذن تعبر عن “تلك الكلمة التي ترفض أن تستكين”، تلك الكلمة التي ترفض بأن تكون عونا لسياسة رجب طيب أردوغان المحافظة.

في غضون أسابيع، ومنذ توقيفها في أوت من السنة 2016 وزجها في السجن بسبب دفاعها عن نساء “باركيكوا” في إسطنبول، أضحت آصلي أردوغان-رغما عنها-منذ الانقلاب العسكري الفاشل في 15 من حزيران 2016، رمزا لكل المُدافعين عن المرأة، الهاربات من سلطات “رجب طيب أردوغان”. نشرت لها الدار الفرنسية التي تتعامل معها “آكت سود” بعضا من يومياتها ومقالاتها التي كانت السبب في الزج بها في السجن بعد توقيفها.

27 نصا كُتب معظمه في السنوات العشر الأخيرة ونُشرت في الجرائد الكردية منها “آوزغور غوردام”، التي رافقت مسار مناظلة لا تستكين، مُناظلة استعانت بالقلم كي توثّق التاريخ المأساوي لبلدها، منذ المأساة الكبرى للأرمن من طرف العثمانيين، في 1915 وإلى غاية الحرب الأهلية، التي ما تزال ناشبة بين الوطنيين الكرد والقوات المسلحة التركية في الجنوب الشرقي للبلاد.

تردّد آصلي قولتها: “على مدى الكلمات، والنقاط والليالي والسنوات وبعد تجاوز التواريخ والأساطير، ومُجابهة الموت والحياة، ها هي الكلمة الثانية قد حظرت، ما هي إلا إعادة للكلمة الأولى: الحرب” هذا الموكب من الضلال يُطارد الكاتبة دون توقف، يدفعها إلى وضع الكلمات مكان الصمت، الذي يُحيطُ مأساتها، ويُبرز في الأخير صرخة الثورة التي أجبروها على أن خرسها.

لم تكن سعيدة بتسمية ما جرى للأرمن بالإبادة أو بقول الحقيقة التي صاحبت المجازر التي ارتكبها حزب العدالة والتنمية في الجنوب الشرقي للبلاد، الكاتبة تجرأت أن تكون “المدافعة عن المرأة: في بلد أصبح منذ أكثر من 5 سنوات دخل في نفق خطير لكره المرأة بسبب حزب العدالة.

عددٌ من مقالاتها الموسومة بـ”عدالة أو لا عدالة”، بما فيها (نصُ التاسع من آذار) كانت احتجاجا ضد العودة إلى كره المرأة كيانا وجسدا.

في مقال “الحرب والحرب”، الذي قد يعتبر من أفضل النصوص في المجموعة تتمازج أصوات شهداء التاريخ ويرسمون رقصة جناشزية، رسمتها الكاتبة بشكل شاعري مؤثر وصدى ممتد. كان هناك شهداء شنزار وديار بكر وسلوان التي أضحت كلها مدن عاجزة أمام حرب العصابات بين السلطات التركية وعناصر حزب العمل الكردي في الجنوب الشرقي لتركيا، ولم تكن إلا ضحية أخرى للصراع.

 ها هو معسكر أوشفيتز يجيبهم كذلك من خلال ما كتبته آصلي أردوغان :”مشهد كل هؤلاء القتلى بأصابعهم المتجمدة يؤثر فينا، من وراء الجانب الآخر للجدار”. آصلي أردوغان

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.