نصان لدانييلا أندونوفسكا

حجر رشيد - شعر

0 1٬965

من أنت

وأنا أبحث عنك

في الأزقة المخاطة بالأفق.

في صدر الغيم الريشي

الذي يحاول رؤية انعكاس صورته في النهر.

في طرق الغناء التي لا يستطيع إبصارها غير الحلم.

في النجوم التي تمزق السماء لأجزاء

في بؤبؤ عيني

في الساحات المغلقة حيث الكلمات المجنونة

جائعة ليد بشرية ولعابها يسيل دما.

وأنا أبحث عنك

بين شفرات العشب الطويل

حيث تركع الثعابين وتلعن اليوم.

في الصهارة التي تلعق الجبل

أبحث عنك

وأنا أتفحص تنهدات الجميع التي تشبه يديك

أبحث في الصفائح التكتونية عن أحفورة

نشأت بذات السماء التي نشأت بها.*

أبحث عنك في الوجوه المألوفة

والذاكرة القصيرة لمن

يضع جميع الذكريات بقدر واحدة.

في الظلمة, في النسيان

في الثقوب الدوارة

أبحث عنك.

ومن هناك, صدى جهاز الطرد المركزي

ينظف عقلي تماما

وأنا ألف جسدي بأوراق نبات القراص مرة أخرى **

لأبكي أكثر من الألم

وأنسى

مرة أخرى

*صفائح الكرة الأرضية  الكبرى المسؤولة عن تباعد القارات حسب نظرية الانجراف القاري

** أوراق هذا العشب طويلة وإبرية ورغم أنها مغطاة بشعيرات سامة تسبب تهيج الجلد إلا أن الضرب بالقراص

كان يستخدم في العلاج الشعبي لعلاج بعض الآلام ومن الواضح أن السمية وشدة الألم حد البكاء هو مغزى الشاعرة من الالتفاف به في النص.

البحث عن البويضة

دعه يخبرني متي وكيف بدأت..

متى بدأ النفس الفارغ بحرق الصمت

منتظرا البويضة.

وكانت تغطي رأسها وجسدها بعباءة سوداء

خجولة, لكن مصممة على تكريس نفسها للفكر,

لا للتنفس

دعه يخبرني متي وكيف بدأت..

متى كان الظلام يثبت عيني

يضغط عليهما حد الإدماء

ليثبت عدم وجودي

بينما كنت أخترق الغشاء برأسي

لأفتح بوابة جديدة

هو يقدم ويحشر رأسي للداخل بمطرقة

سيقول: كوني هادئة

هذا هو الشيء الوحيد الذي تمتلكينه

هذا هو الشيء الوحيد الموجود.

كان ذلك الوقت عندما كان الليل والنهار

ينامان في سرير واحد

ولنجوم السماء تفويض بولادة ذاتها

يواسون الكون

بالكلمات الموجودة هناك, ثمة قضيب منتصب سيخصبها

فيرقص قلبها بالنبض في كل خلاياها

ومن هذا الانفجار, سأولد أيضا

وستولد أنت أيضا

وكلانا سيضع بوابة جديدة لتتدلى على رقابنا

لنبتكر قصة البشر معا.

دعه يخبرني. دعه يروي

لماذا تلتقي ذكرياتنا في الأحلام وحسب

ولماذا هناك فقط

يتوقف الزمن عن التنفس

د. دانييلا أندونوفسكا- تراجكوفسكا
شاعرة مقدونية, كاتبة مقالات, عالمة وأستاذة جامعية تحمل شهادة الدكتوراه في نظرية التربية ودرست بشكل دائم أو كأستاذ ضيف في عدة جامعات لها إضافة إلى المقالات العلمية أربع إصدارات شعرية وشعرها مقدر في مقدونيا وأوروبا ترجمت لعدة لغات وحصدت عدة جوائز أدبية في مقدونيا وخارجها.

حساب الدكتورة دانييلا أندونوفسكا على الفيسبوك

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.