تتبع الحرب – بابلو بينييرو ستيلمان

0 104
عُثر على خمسة عشر رأس مقطوع في مكسيكو سيتي خلال الأسبوع الذي زرت فيه أبي. جلسنا نشاهد الأخبار على التلفاز مثل عدة سنين ماضية حين كنا نشاهد بطولات كأس العالم وأفلام سلفستر ستالون.
قال “ليس لدي تعليق”، وما كان في زمنٍ ما بطن أبي الساحر صار قبّة هائلة وأخًا أكبر لرأسه الأصلع، ثم أردف “لا أعلم ما إذا كان السبب أن الرجل في هذه السن يفقد قدرته على التفكير بوضوح أو أن من العبث المحض محاولة الحصول على رد مني. لكن ليس لدي أي رد على الإطلاق بشأن ذلك.”
قلت “أعتقد أن الأمر شر وحسب” بصوت بدا سخيفًا وأكدت على ذلك قناعتي بسخافته فيما بعد، دونما تصديق الكلمات ولو خرجت من فمي.
شاهدنا تقريرًا حول رأس معلّق فوق جسر مشاة، وآخر مغروسًا على سارية علم بينما يرفرف الأحمر والأبيض والأخضر تحته، ورأسان محترقان – صلبان ومتغضنان ولا يمكن التعرف على هويتيهما – خارج مخفر شرطة، كما رأينا رأس شابَّةٍ مقطوع خلال ذلك الأسبوع.
قال أبي، الذي كان لا يُصد ولا يُرد في علاقتنا في الماضي، خلال الفاصل الإعلاني “هل ترغب ببعض التشوريزو والخبز؟ أتود بعض الفاكهة؟”، وقد بات يشعر الآن أن أقصى ما بيده فعله من أجل ابنه هو إطعامه. “لقد اشتريت كمية من سمك الرنجة اليوم. من النوع الغالي.”
كانت المرة الوحيدة التي شهق فيها وأشاح بوجهه بعيدًا أثناء تغطية الأحداث هي حين عثروا على رأس في مدينة الملاهي. كان رأسًا لرجل كث الشارب ومعلّقًا على حافّة عجلة دوّارة ونظره مصوب على المدينة. كلّما دارت العجلة اشتدّت دوخة الرأس وفُقد التركيز.
ذهبت إلى مدينة الملاهي تلك طفلًا عدة مرات.. أغلبها مع أبي.. وحدنا. كنت أحبه جدًا، وكلانا – في غالب الوقت – صديق الآخر الوحيد.
قال ذات لحظة خلال ذلك الأسبوع “أشعر وكأنني سأفقد رأسي”، وبباله أنها نكتة. شبه نكتة.
بابلو بينيرو ستيلمان
روائي مكسيكي معاصر حصل على المنحتين الرئيسيتين في المكسيك للكتاب الشباب من  مؤسسة الأدب المكسيكي (FLM) والصندوق الوطني للثقافة والفنون (FONCA).  نشرت أعماله الأدبية والواقعية والشعرية في عدة دوريات متخصصة ونشرت له رواية ومجموعة قصصية.
قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.