ترجمات مختارة

غسان... الصُنْدوقٌ المُكْتَظُّ بٱلأوْهام. الوَحيدٌ كَمَعْبَرٍ بَيْنَ أشْجارٍ ذاوِيَة.

0 217

ترجمة – غسان الخنيزي 

أشجار الشتاء

ويليام كارلوس ويليامز

ها قد اكتملت التفاصيلُ المتشابكةُ

لارتداءِ الكسوة

والتجردِ منها!

وقمرٌ سيّالٌ

يتهادى عبر

الأغصان الطويلة.

وهكذا، مهيّئةً براعمهما

في وجه شتاءٍ لا بدَّ منه،

تقف الأشجار الحكيمة،

غافيةً في الصقيع.

 

باخ يعيد تدوين موسيقى فيفالدي

لايزل مولر

أحدهما تذكّر الشروق، وكيف منح المعنى والثناء بوضوحٍ إلى جبال العالم؛

الآخرُ تخيّل الغسقَ، الحلولَ في الدمِ، ووادٍ من الأوراق المتساقطة حيث يجوز لغريبٍ أن يستكين.

أحدهما أعرض عن الغابة وأخد طريقاً عبر الحقول

حيث كانت السماءُ مطّردةً والغيومُ تدوّي في أذنيه؛

الآخرُ اجتاز عبر الأدغال، والأشواك، والدوالي

ولم يُمسسْ إلا بموت البشر.

أحدهما تقصّد الطريق إلى بلد الأسد الذهبي

الذي عيناهُ لا تذرف الدمع، ويده المرفوعة صولجانٌ

على مواسم النجوم وازدراع الأجيال ببعضها؛

الآخرُ التمس مملكة الحَمَل ذي الفروة المرتجفة، الذي قلبهُ النابضُ والمسوقُ بالعاطفة

يستنفذُ الكنزَ الفاني لأحبابه.

ومع ذلك، ففي نقطةٍ ما من الرحلة، لا بد أن أحدهما قد رأى المساء يتحدّر ويسقط بعيداً في الظل،

والآخر قد وصل إلى موضعٍ تنجلي فيه الغابة عن رقعٍ بيضاءَ وبنفسجيةٍ من النجوم.

 

تاريخ حياتي

جون آشبري

في يوم من الأيام كان هناك شقيقان.

ثم كان هناك واحد فقط: أنا نفسي.

 

كبرت بسرعة خاطفة، حتى قبل أن

أتعلم القيادة. كنت هناك: شخصا بالغا وننتا.

 

فكرت في تنمية هوايات

قد تلفت نظر أحد ما. لا من صابون.

 

أصبحت دمعتي منسكبة في ما يفترض أنها

سنوات الشباب البهجة، وكلما

 

كبرت، أصبحت أيضا متساهلا أكثر

في ما يخصّ معتقداتي وأفكاري،

 

معتبرا أنها على الأقل بجودة أفكار أي شخص آخر.

ثم أنت سحابة كبيرة شرهة

 

ولبثتُ في الأفق، مُرتشفة

إياه لزمن بدا وكأنه أشهرٌ أو سنوات.

 

مقطع من قصيدة صورة ذاتية في مرآة محدبة

جون آشبري

البالون ينفجر، والانتباه
يتشتًت بعيدا كما ينبغي له. الغيوم
في بركة الماء الصغيرة تتبدد إلى نثار على هيئة أسنان
المشط.
أتذكر الأصدقاء
الذين أتوا للقائي، وكيف هو
يوم أمس، التفافة غريبة
في الذاكرة تتطفل عنوة على الشخص الجالس للصورة،
الحالم

 

في صمت المُحْترَف لحظة قرّر
رفع قلم الرصاص إلى الصورة.
كم من الناس جاءوا ومكثوا بعض الوقت،
وتحدثوا بكلام واضح أو مبهم أصبح جزءٌ منك
مثل ضوء خلف ضباب وتراب تدفعهما الريح،
تتاثر به وتصبح أكثر صفا، فلا جزء منك
يبقى يدلل عليك حقا، تلك الأصوات في اونة المغيب
أخبرتك كل شيء وتظل الحكاية مستمرة
في هيئة ذكريات مكنونة في أكداس متفرقة من البثور، من هو الذي يداة المنحنيتان
تتحكمان،
یا فرانشيسكو، بالفصول المتعاقبة والأفكار
التي تنسلخ وتطير بعيدا في هيات لامية
مثل الأوراق العقيدة والأخيرة وهي تشرع من أغصان قبيلة ؟ لا أرى في ذلك غير فوضى
مراتك المستديرة التي الرتب كل شيء
حول النجم القطبي لعينيك الفارعتين، اللتين لا تعرفان شيلاء تحلمان دون أن تشفا عن أي
شيء.

بعض الأشجار

جون آشبري

باهرة هي: كل واحدة

تتشابك وجارَتها، كما لو أنّ القول

أداءٌ دون حركة.

أن تعد صُدفة

 

للقاء هذا الصباح على مبعدة

من العالم كما هو بعيد التوافق

معه، أنت وأنا

تكون فجأة ما تحاول الأشجار

 

قوله عنا:

محض وجودها هناك

يعني شيئا بعينه؛ أننا قريبا

سيتهيأ لنا أن نتلامس، نُحب، ونُفصح.

 

وفرحون أننا لم نبتدع

زهوا كهذا، فنحن محاطون به:

صمت ملئ بالصخب، لوحة تنبعث منها

 

جوقة من الضحكات، صباح شتائي.

قد وضعت في ضوء محير، وشجي،

أيامنا، موشحة بفائض من الخفية

هذه النبرات تلوح وكأنها ما تدافع به عن ذاتها.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.