غسان… الصُنْدوقٌ المُكْتَظُّ بٱلأوْهام. الوَحيدٌ كَمَعْبَرٍ بَيْنَ أشْجارٍ ذاوِيَة.

0 699

سماورد

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، في المكتبات الكبيرة لا بد أن يلفت أحد جدرانها أو جزء منه النظر بنصاعة لونه ألأبيض. هذا الجدار لم يكن إلا الأرفف المخصصة لمنشورات دار الجديد اللبنانية التي أسسها الراحل لقمان سليم بمعية شقيقته رشا الأمير، كمشروع طموح، جمع في إصدارته- المتشابهة الأغلفة ببياضها الطاغي – ما يهتم بالتراث العربي حديثه وقدميه، ونتاج كبار الأدباء اللامعين حينها، إلى جانب تجارب عربية شابة باحتفاء واضح بها؛ وكأن الدار أرادت أن تقول “لنفتح صفحة بيضاء نكتبها جميعًا”. كانت حصة التجارب الشابة السعودية ليست قليلة؛ في نقلة نوعية هي الأولى لقصيدة النثر السعودية حسب وصف الناقد السعودي عبدالله السفر حين قال عن مستوى ذيوع انتاج وتلقي قصيدة النثر السعودية منذ بداياتها حتى الوقت الحاضر: “النقلة الأولى هي المرتبطة بإصدارات دار الجديد عام 1996 … والثانية في 2007 مع فعاليات معرض كتاب الرياض…. “نقلة دار الجديد” حدثت في عام واحد تقريبًا (1996) بواسطة دار الجديد البيروتية، التي احتضنت طيفًا واسعًا من التجربة الشعرية العربية في أفق قصيدة النثر. فتلقّفت الساحة الأدبية تجربة أولى نضرة لها من أسباب الجمال ما هو جدير بأن يُشار إليها نحو: “خفيف ومائل كنسيان” لأحمد الملا، “خشب يتمسّح بالمارة” لإبراهيم الحسين، “كرة صوف لُفّتْ على عَجَل” لأحمد كتوعة، “نقف ملطخين بصحراء” لحمد الفقيه، “فأس على الرف” لعلي العمري، “أوهام صغيرة” لغسان الخنيزي، “كُنّا” لعيد الخميسي، “انكسرتُ وحيدًا” لمحمد حبيبي… وغيرها”

ومع مرور ما يقارب ثلاثة عقود، واصل بعض هؤلاء – من كانوا شبابا حينها – التمسك بحبل الشعر متمرجحين بينه وبين مناشط أخرى، تقترب منه أو تبتعد عنه، كالاشتغال بالفن بصريا أو أدائيا، أو العمل على الاشتغال الثقافي صحافيا أو نقديا، أو العمل الأكاديمي، وهناك من توارى مختارا أو زاهد، أو مجبرا بظروف الحياة.

أما غسان الخنيزي، أحد أولئك الذين شكلت علاقته بدار الجديد رباطا وثيقا ما زال ممتدا لليوم، بقي وفيًا للشعر، رغم براعته في ممارسة فعل الظهور والتخفي كتابة وحياة؛ أو إتقانه – مجازا وحقيقة – لفن التوالي بين الصوت والصمت؛ وهو أحد تعاريف الشاعر محمدعلي شمس الدين المتعددة للشعر، والذي يقول فيه: “الشعر هو ذاك التوالي بين الصوت والصمت، والتوالي بين الصوت والصمت أعمق من التوالي بين الصوت والمعنى؛ لأن مساحة الصمت بالشعر ليس فيها نثر ولا وزن هي عمق الشعر”.

هنا، في هذا الملف، محاولة للوقوف عند النقطة الملتبسة بين هذا التوالي؛ يمكن أن نقرأ غسان الخنيزي ونقرأ عنه. سنقرأ مختارات من نصوصه وترجماته، وسنقرأ أربع شهادات لأربعة شعراء هم أيضا يتمرجحون بين الشعر وبين الترجمة والنقد والصحافة؛ ارتأينا أن قراءة هذه المواد مجتمعة يمكن أن ندرك “كَمْ هي خاطِفَةٌ وَتُلْمَحُ لَمْحًا” الحياةُ والتجارب.

 

الكتابة لأرواح تعذّبها اللغة

غسان الخنيزي… والأوهام المترددة

قصيدة غسان: طقوس الحضور والغياب

الخنيزي يضع حواسه على محك الاختبار

نصوص مختارة

ترجمات مختارة

 

غسان الخنيزي
  • شاعر ومترجم سعودي (1960)
  • حاز جائزة الشاعر سركون بولص لعام 2021.
  • صدر له شعرًا: – “أوهام صغيرة”، دار الجديد، 1995/ دار الجديد، 2018

                         –  “اختبار الحاسة أو مجمل السرد”، دار مسعى، 2014/ دار الجديد 2021

  • صدر له ترجمة: – “صورة ذاتية في مرآة محدبة”، جون آشبري، مجموعة كلمات – دار روايات، 2018

                        – “إنقاذ القط”، بليك سنايدر، جمعية الثقافة والفنون ومركز إثراء، 2019

.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.