يتعانقان في نهاية الطريق

0 353

دخيل الخليفة – الكويت

هل يمكن أن يتناسى الصحفيُّ الشاعرَ الكامن فيه خلال عمله الصحفي. وكيف؟

ـ في الحالتين أنت تتعامل مع اللغة، وفي ظل الانغماس في العمل الصحفي يباغتك أحيانًا مطلع قصيدة يسرقك من عملك، كما أن بعض الصياغات “كالقصة الخبرية” تأخذ من روح الشاعر الكثير أثناء كتابتها، حيث التلاعب بالألفاظ، ومزاوجة المفردات، وبعض الدهشة.

- ماذا يمكن أن يضيف الشعر أو الشاعر للعمل الصحفي؟

ـ للشاعر قدرات مختلفة كونه صائغ لغة، ففضلاً عن سلامة التركيب الذي لا يتقنه أغلب الصحافيين، يستطيع الشاعر تجاوز الأسلوب الخبري بأنماط كتابية أخرى، فضلاً عن عنصر التكثيف الذي يجعل المادة دسمة ومتماسكة، ولديه أيضاً بدائل لغوية قد لا تتوفر لدى آخرين.

- ماذا أضاف أو يمكن أن يضيف العمل الصحفي كمهنة للشاعر؟ هل يجني الشاعر مكاسب على الصعيد الإبداعي من عمله كصحفي أم أنه يمنى بخسارات؟

ـ الشاعر هو من يضيف إلى العمل الصحفي الذي يمتص من لغته الكثير، ويتطلب حالة “فصل” بين طرق الكتابة، فالانغماس في اللغة المباشرة والتقريرية يؤثر جداً على لغة الشاعر الذي يهمل قراءاته، ولا يحاول تجديد أسلوبه ولغته، وأعرف شعراء افتقدوا الكثير من جودة لغتهم نتيجة استسلامهم للعمل الصحافي فتعرضوا لخسائر لم ينتبهوا لها، فانحدر مستوى نصوصهم الشعرية.

ما مدى رضا كل من الشاعر والصحفي عن نصفه الآخر؟

ـ كلاهما يتعانقان في نهاية الطريق، أعتقد أن الصحفي راضٍ عن نصفه الشاعر الذي طوّعه إلى خدمة العمل، فيما يدرك الشاعر أن ما ينزفه من نصوص لن تجلب له لقمة العيش التي يوفرها نصفه الصحفي.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.