التحديات العديدة

جدل - الناشر العربي

0 603

بيري إيبو – دار الحوار – سوريا

من غير ما شكٍّ أنّ الناشر يُواجه العديد من التحديات التي لا تقتصر على مشاركته في معارض الكتاب وحسب بل يمكن إجمال أهمها فيما يلي:

  • الظروف الاقتصادية والحروب التي تعصف بالمنطقة التي أثرت سلباً في قطاع النشر،
  • انخفاض معدل القراءة في العالم العربي،
  • الرقابة الصارمة في بعض البلدان،
  • ارتفاع أجور الشحن والتخليص الجمركي،
  • قرصنة الكتب، وتزويرها وطباعتها ونشرها دون الرجوع إلى الناشر الأصلي الذي يملك الحقوق الفكرية وحقوق النشر،
  • المشاكل الناشئة بين الناشر وبين الدولة،
  • وما يُؤثر، سلباً أيضاً، هو انخفاض حجم الإنفاق المخصص للأنشطة الثقافية، وارتفاع تكاليف نشر الكتاب، وضعف التعاون بين الدول العربية في المجالات المرتبطة بصناعة النشر.

خلق التفاعل

يمكن القولُ إنّ للمهرجانات دوراً فعّالاً في تقوية الحركة الثقافية وتنشيطها في المعارض الدولية للكتاب، حتى لقد أَمسى الجمهور يَتوق بشغف إلى هذه المهرجانات الثقافية مُنتظراً إيّاها على أحرَّ من الجمر؛ ومَرَدُّ ذلك إلى أنها تَحتفي بالفكر وتبادله، وبالرؤى وتَلاقحها، ناهيك عن أنها تخلق جوّاً من التفاعل الثقافي بين رواد المعرض والناشرين والكتاب.

استبدال التعسف الرقابي برقابة موضوعية

ما زال دور الرقيب فاعلاً، بل فاعلاً جداً، في أغلب المعارض العربية. ومن الممكن أن تمنع إدارة المعرض دور النشر من عرض ما يقارب الربع من عناوين إصداراتها أو ربما أكثر. وبالطبع فإنّ هذه الرقابة تَكمُن للكتب التي من الممكن أن تُمنَع من العرض؛ وهذا يَأتي بعد أنَ يَغدو الناشر خبيراً في طبيعة كل بلد ويَعرِف آباطَ الأمورِ، فيُقسِّم كلَّ معرضٍ على حدة، أيْ وفقاً للأهواء التي تَحكم معرِضاً بعينه في بلد بعينه. وأرى رأياً رفيقاً أنّ هذه المعارض تقام في الأصل بهدف إفساح المجال أمام القارئ العربي للوصول إلى مصادر الثقافة الحديثة والانفتاح الأدبي وغير الأدبي دون قيود. ولا ننكر بأن للرقابة في بعض الأحيان دوراً مفيداً جداً، ولكن من المهم استبدال التعسف الرقابي برقابة موضوعية، وإيجاد هامش من التسامح والانفتاح؛ وهذا لا يعني بالضرورة السماح بتداول الكتب اللاأخلاقية أو الكتب التي تحث على الكراهية والعنف تجاه الآخر.

الاهتمام تبعاً لبلد المعرض

مُؤكَّدٌ أنّ مكان انعقاد المعرض يحفز الناشر على المشاركة، ولكن تختلف طبيعة الإصدارات التي تشارك بها دور النشر في معرضٍ ما في بلد ما إلى معرضٍ آخرَ في بلد آخر، بحسب اهتمام الجمهور (القراء). ففي دول المغرب العربي، على سبيل المثال لا الحصر، يهتم الجمهور والقراء بشكل عام بالدراسات العربية الأدبية والنقدية؛ بينما يَتركّز اهتمام الجمهور في الخليج العربي على الروايات أكثرَ من غيرها. وتبعاً لاهتمامات الجمهور في كل بلد، يتم إرسال عدد النسخ من الكتب سواءٌ كانت دراسات أدبية ونقدية أم روايات أم علم اجتماع وهلمّ جرّا.

دار الحوار على الفيسبوك

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.