سماورد
ما يميز المسرح كفعل وممارسة عن غيره من الفنون كونه فن جماعي/تكاملي وفن تفاعلي أيضاً، قائم على مبدأي التكامل والتفاعل. التكامل والتفاعل الداخلي بين مجموع عناصره المكونة له، والتكامل والتفاعل الخارجي مع الجمهور. هذا التكامل/التفاعل هو ما أعطى للمسرح الحياة منذ نشأته الأولى وحتى الوقت الحالي. الأعمار التي مرت على المسرح لم تُغيّر من طبيعته ولا من بنيته، رغم الاستفادة من التكنولوجيا بكل ما أنتجته منذ المصابيح والكهرباء، وتقنيات السينما، وتقنيات العرض ثلاثية الأبعاد، و… إلخ؛ وبذلك ظل المسرح حيوياً وقادراً على التعايش مع متغيرات الزمن.
نفتح في مجلة سماورد ملف (جدل) حول المسرح وتكاملية وتفاعلية عناصره، وطرحنا أسئلتنا حول هذا الموضوع على عدد من المسرحيين العرب الذين شاركوا هذا الملف، وقد تناولوا في مشاركاتهم موضوع تكاملية المسرح تكاملية عناصره، ومبدأ التفاعل في الفعل المسرحي داخلياً وخارجياً، والتجريب المسرحي الذي طال كل عناصر المسرح. كما تناولوا أيضاً التجارب التي غيبت جسد الممثل تمامًا من على الخشبة، كتجربة استخدام الهولوجراما، والنص وأهميته، وفكرة بث العروض المسرحية عبر وسيط بصري، التلفزيون، أو اليوتيوب، أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، وهل يخل هذا البث من مفهوم المسرح، ورأيهم حول عروض المسرح الافتراضي، أو المسرح الرقمي. حيث تقدم عروض مسرحية مباشرة لجمهور خلف شاشات الكمبيوترات أو الهواتف النقالة، ودون حضور واقعي، وهل يمكن اعتبار هذه التجارب مسرحاً.