اليومُ العَالِمي للغةِ العربيّة

0 201

علي وهبي – لبنان

ويحزنني أن ينتهي معرضُ بيروت قُبيل اليوم العالمي للغةِ العربية للمرّة الثّانية، الثالثة … كأنَّ اليومَ العالمي يومٌ عادي كبقيةِ أيّام السَّنة.

عادتِ الكُتبُ إلى عتمةِ المستودعات، وأخذتْ كلماتُها تحتفلُ صامتةً بالثامنِ عشر من كانون الأوّل ديسمبر.

ابتسمتِ اللغةُ العربية حينَ تصدَّى بها الحارس المغربي “بونو” لتسديدات الصحافيين! أفصحُ بها عمّا في قلبي وعقلي، فهي فصحُ العيدِ والبشارة، وتغني عن غموض الإشارة

كنتُ أخافُها قواعدَ وإملاءً، حتّى ظهرَ لي غيرُ أستاذٍ محبٍّ، وأستاذةٍ عطوفٍ وأناروا لي أَلفها وألفتها حتّى استضاءتْ عيناي وشرعتُ أتبعُ نورَها.

الألفُ تربّتُ على كتفي، الباءُ تأخذُ بيدي، التَّاءُ تسعى بي، الثَّاءُ تثريني، الجيم جاهي، الحاء حانَ وقتُ القراءةِ، الخاء “يا خليليَّ تيَّمتْني وحيدٌ”، الدَّالُ “دانَ الزَّمانُ” لها، الذَّال ذئبٌ به يستأنسُ، الرّاء “رُدَّني إلى بلادي” الزَّاي “زِدْني علمًا”، السَّين “سأظلُّ أفْخَرُ أنّني عربي”، الشَّينُ شرقٌ زانَهُ الشِّعرُ، الصَّاد صليلُ السَّردِ أوجعه، الضَّاد ضلعٌ خلفه القلبُ، العينُ “على قدْرِ أَهلِ العزمِ”، الغين “غنِّ فما عرفَ الهوى”، الفاءُ فصحى لغتي، القافُ “قُمْ للِمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيلا”، الكافُ “كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ”، اللامُ “لا تعتذرْ عمَّا فعلتْ”، الميمُ “ما كلُّ ما يتمنّى المَرْءُ يدركُهُ”، النون “ناجيتُ قبرَكِ”، الهاء “هل عَرَفتَ الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمِ”، الواو “وطنُ النجومِ” مَن أنا؟، الياء “يا أعدلَ النّاسِ”.

كأنّني خرجتُ عن سياقِ نصِّي وضمّنتُهُ نصًّا آخر..

هكذا ألتوي بلغتي أضمرُ شيئًا وأكتبُ ما لا أضمرُ

ماذا لو كنتُ حرفًا من حروفها كالعين، كالياء، كحرفٍ يخرجُ مِن حنجرةِ القلبِ!

أعتذرُ مِن لغتي عن كلِّ الأخطاء التي وقعتُ بها والتي قد أقعُ بها. أعتذرُ إذ أنّني قصّرتُ في القراءة عنها والكتابةِ بِها ولها.

كنتُ أودُّ لو كان معرضُ الكتابِ شجرةَ ميلادها… أن توزّعَ دورُ النشرِ كُتبًا – عنها – في يومها، كأن لا نقطع قالبَ حلوى عليه تاريخ الثامن عشرَ…

أن نقرأَ بيتًا من الشِّعرِ قبل أيّ تسديدةٍ كرويةٍ وحياتيّة كما في فليم “Dead poets society”

وأُمنيتي في عيدِها أنْ تظلّوا صِغارًا تقرأون قصصًا قبل النوم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.