يا حبيبًا صادقًا

0 411

 

علي وهبي – لبنان

 

عَلمٌ لبنانيٌّ عَلا شرفةَ المجلس الثقافي للبنان الجنوبي…

عَلمٌ يدلُّ على عَلمٍ

يا حبيبًا صادقًا

قلبُهُ منبتٌ للعِلمِ

أبهرُهُ نهرُ ثقافةٍ يروي الحقيقةَ وحقولَ الفكرِ وعطشَ كلِّ وطنيٍّ صادق…

أخجلُ أمامَك

أخجلُ في الكتابةِ عنك

منكَ الشجاعة مسْتَلهمةٌ، شجاعةٌ وضعتْ بين يديكَ مخطوطتي الأولى “وتبقى الروح” قرأتَها حرفًا حرفًا… حذفتَ ما لا يستحق القراءة … وشجّعتَني قائلاً: “بس بدك تطبع قُل لي ..عِنا خبرة بالطباعة والنشر”…

لا أنسى لحظةً ناديتَني فيها “شاعِرنا” ما زال اللقبُ يغريني وما برحتُ أسعى وأكتبُ…

في مجلسكم تفتّحتْ عيني على أبجديةِ الثقافة كُنتُ مغرورًا بموهبتي كأنّها “بلغتْ من العلياء كلَّ مكانِ”… وبعد أنْ راقبتُ وقفتَكَ يوم الخميس ساعة الندوة.. وكيف الكلامُ يدورُ دورةَ الدمِ… طعنتُ غروري وغدوتُ طالبًا في جامعةِ المجلس الثقافي أتابعُ ندوات الخميس عفوًا محاضراته… تحت ظلّكم الوارف.. تعلّمتُ ماذا تعني الثقافة، وكيف يكونُ العملُ الثقافي وطنيًّا جادًّا..

تعلّمتُ ما أعانني على صقلِ موهبتي وكيف لا تصقل وهي تسمعك وتسمع (مع حفظ الألقاب) إميلي نصرالله، أديب نعمة، أحمد سويد، هاني فحص…  جورج قرم، طلال سلمان، والطاهر لبيب…

– كثيرة هي الأسماء فأعذروا ذاكرتي-

ندخلُ المجلسَ فإذا أنتَ القلمُ، الحبيبُ، الصادقُ، السيفُ المرصّع بالمعنى على يسارِ الباب، سهيلٌ، معول الجنوب ومحراث القرى، ومنجل الحصاد، قلمٌ وشتلةُ تبغٍ

حبيبٌ وقلبُكُ الكلمةُ..

يا حبيبًا صادقًا…

تبسمُ ترابُ الجنوبِ

حين ضمّكَ

يا حبيبًا صادقًا…

يا ابن الجنوب يا صادقًا كآذنِ الفجرِ وسنابلِ القمحِ ومناديل القرى

تبسّم الجنوبُ فبلحدِك ارتدّتْ إليه الروحُ…

منذ زمنٍ ونحن لم نرَ ترابًا يعانقُ راحلاً

أنتَ لم ترحل…

واقفًا كساريةِ العَلمِ

سارية عِلمٍ… ما نكستْ أعلامها يومًا…

واقفًا في بهو قصر الاونيسكو محتفلاً باليوبيل الذهبي للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ..خمسون عامًا

عفوكم .. اثنان وتسعون عامًا وصوتُكَ ما استكانَ ولا لانَ

ولن يصمتَ…

فـ: “إنهضْ للثورةِ والثار

إنهضْ كهبوبِ الإعصارِ

وارْجمْ أَعداءَكَ بالنّارِ

واصرخْ بالصوتِ الهدَّارِ

الثّورةُ نَهْجُ الأحرارِ”

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.